تهجّم أمناء محافظات حزب جبهة التحرير الوطني الذين تمت تنحيتهم على يد الأمين العام عمار سعداني على هذا الأخير، واعتبروا أن قراراته "تهديد للهيئات السياسية والمنتخبة وسطو على الهياكل ومساس خطير بأركان الحزب". وأكّد المقصيون من قبل سعداني في بيان تنديد تحصلت "البلاد" على نسخة منه، وقعه كل من أمناء محافظات تبسة، سوق اهراس، قسنطينة، بسكرة، برج بوعريريج، البويرة، البيّض وبشار، أنهم يرفضون كل قرارات عمار سعداني ويعتبرونها "خرقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب". وأضاف البيان ذاته موجها أصابع الاتهام نحو سعداني"إن ما بني على باطل هو باطل لأنه فاقد للشرعية جملة وتفصيلا لاغتصابه الحزب مع زمرة من رجال المال الفاسد المحيطين به". واعتبر الأمناء الموقعون على البيان أن إقصاء هذا العدد من المحافظين في مدة قصيرة و«من دون أي مبرر" بمثابة "سابقة خطيرة في تسيير الحزب وانتهاكا يضر بمصداقيته ويجر الأفلان إلى انزلاق مميت"، مضيفين أن "مثل هذه التصرفات هي هروب إلى الأمام من طرف سعداني". وحذرت الأطراف نفسها من "الخطورة التي باتت تشكلها قرارات سعداني على استقرار الحزب وأدائه النظامي والسياسي"، مشيرة إلى أن ما يقوم به هذا الأخير يشكل "تهديدا واضحا للهيئات السياسية والمنتخبة وسطوا على الهياكل في مسلسل خطير يمس بأركان الحزب". ويرى مقربون من محيط الأمين العام للأفلان عمار سعداني أن هذا الأخير قد تجاوز جميع الخطوط الحمراء بإقصاء أمناء ثمانية محافظات، من بينهم من هم محل ثقة الرئيس بوتفليقة، كما هو الشأن بالنسبة إلى محافظ ولاية باتنة ابراهيم بولحية أحد أعضاء مجلس الأمة المعينين في الثلث الرئاسي. ويعتقد مقربون من سعداني أن قرار تنحية الأمناء ليس صائبا خاصة في هذه الظروف الراهنة، ويعتبرون أنها قرارات ستخدم جبهة المعارضة التي يقودها عضو المكتب السياسي السابق عبد الرحمن بلعياط والقيادي عبد الكريم عبادة، حيث إن الأمناء الذين تعرضوا للإقصاء سيلتحقون بالمعارضة، التي أودعت طلب عقد دورة طارئة للجنة المركزية لدى مصالح وزارة الداخلية.