موقوفان من الوادي يكشفان تفاصيل تهريب "بلعور" لشحنات السلاح من ليبيا مكّنت معطيات أمنية دقيقة للمصالح المختصة في مكافحة الإرهاب بالجزائر في إجهاض مخطط إرهابي استعراضي لاستهداف هيئات عمومية ومرافق حيوية في العمق التونسي ومراكز أمنية على الحدود المشتركة. وجاءت تلك المعلومات بناء على "اعترافات موثقة" افتكتها السلطات الأمنية الجزائرية خلال عملية تحقيق ماراطونية مع موقوفين من ولاية الوادي تم القبض عليهما في حالة تلبس بمحاولة التسلل عبر المركز الحدودي "الطالب العربي" تفيد بأن قيادات إرهابية تونسية وليبية وجزائرية تنشط في المثلث الصحراوي "الكائن بين الجزائر وليبيا ومالي" جهزت 13 انتحاريا يقيمون بالأراضي التونسية لتنفيذ عمليات إرهابية في هذا البلد لتمتد بعدها إلى الجزائر". وكشف أمس الموقع الإلكتروني لصحيفة "التونسية" نقلا عن مصادر مأذونة من وزارة الداخلية التونسية عن تفاصيل إحباط هجمات انتحارية تستهدف مصالح حيوية تونسية وجزائرية. وذكر نفس المصدر أن "أولى المعطيات المتعلقة بهذه المسألة وصلت عن طريق أجهزة الاستخبارات الجزائريةوالتونسية وبعد تعاون وثيق بين الطرفين كشفت خلالها مصالح الأمن الجزائرية لنظيرتها التونسية بأن الوحدات العسكرية الجزائرية تمكنت منذ أسابيع خلال تلك الفترة من القبض على إرهابيين ينتميان إلى تنظيم "المرابطون". ومعلوم أن تنظيم "المرابطون" جاء عقب تأسيسه بالاندماج من طرف كتيبة "الملثمون"، التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، المعروف بلقبه "بلعور"، مع جماعة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا". وأكدت المعلومات الاستخباراتية ذاتها أن الإرهابيين كشفا خلال التحقيقات معهما عن معلومات تفيد بأن قيادات إرهابية تونسية وليبية وجزائرية تنشط في المثلث الصحراوي الكائن بين الجزائر وليبيا ومالي جهزت 13 انتحاريا لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس وكذا الجزائر . كما كشف الإرهابيان الموقوفان بالجزائر نقلا عن نفس المصدر ان كلا من "الجزائري مختار بلمختار والتونسي أبوعياض والليبي سفيان بن قموقرروا الاعتماد على استراتيجية التفجيرات الانتحارية بهدف تسهيل وصول شحنة سلاح سيتم نقلها من ليبيا باتجاه معاقل الجماعات المسلحة في تونسوالجزائر". وأفادت تلك التقارير بأن "المعلومات الورادة أشارت إلى أن تنظيما سلفيا بتونس استطاع جلب العشرات من الجهاديين التونسيين الذين قاتلوا في سوريا في صفوف"جبهة النصرة"، وضمهم إلى صفوفه استعداداً لتنفيذ عملية "الزلزال".ومن هذا المنطلق تجندت مختلف الفرق الامنية وخاصة الفرق المختصة منها منذ نهاية السنة الفارطة وتمكنت في ظرف وجيز في تونس من الوصول الى نتائج عملية حيث أمكن إيقاف عدد كبير من المنتسبين لتيار "أنصار الشريعة" المحظور، كما نجحت مختلف الوحدات في ضبط قائمات أولية في أسماء العائدين من سوريا وتم تقديم المتورطين منهم في جرائم إلى القضاء. وأشرفت لجنة أمنية مشتركة رفيعة المستوى على إخصاع الحدود الدولية بين الجزائروتونس ل3 منظومات مراقبة عسكرية لمنع تسلل المطلوبين وتهريب الأسلحة ومنع الاتصال بين الإرهابيين، على جانبي الحدود الدولية الممتدة على مسافة 965 كلم، حيث تخضع الحدود الدولية للمراقبة ليلا ونهارا، بفضل 3 منظومات مراقبة عسكرية، وقد تم تحويل بعض المناطق التي تستغل من طرف المهربين والإرهابيين إلى مناطق عسكرية بالكامل، يحظر التنقل عبرها.