رفع حالة التأهب القصوى في 25 ولاية وتكثيف طلعات الطائرات وتشديد الرقابة عبر الطرق . تعليمات كتابية بناء على تقارير استخباراتية وزعت على جميع الوحدات الأمنية لإحباط المخطط الإرهابي كشفت مصادر أمنية موثوقة ل"البلاد" أن جماعة "المرابطون" التي أعلنت عن ميلاد تنظيمها الإرهابي مؤخرا كانت تخطط لتنفيذ عمليات انتحارية مروعة ببعض الولايات الجنوبية وحتى العاصمة نهاية هذا الأسبوع تزامنا مع يوم الغضب الشباني الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية للدفاع عن البطالين . وكان السيناريو المخطط له من طرف تنظيم المرابطون الإرهابي "الذي يتزعمه سرا حسب العديد من التقارير الاستخبارتية للعديد من الدول، مختار بلمختار المعروف بعدائه الشديد للجزائر استغلال الجموع الغفيرة من الشباب الغاضب المتواجد بالساحات العمومية وأمام المنشآت العامة ويقوم بعض الانتحاريين بالتسلل بينهم لتفجير أنفسهم، ما قد يتسبب في عدد كبير من القتلى والضحايا، وبالتالي يكون "بلعور" زعيم تنظيم "الموقعون بالدم" سابقا و تنظيم "التوحيد والجهاد" المندمجين تحت لواء تنظيم واحد " المرابطون" قد رد الصاع صاعين للجزائر بعد موقعة تيڤنتورين. وحسب المصادر الموثوقة، فإن فطنة الأجهزة الأمنية الجزائرية جنبت حدوث كارثة حقيقية خطط لها منذ فترة تنظيم "المرابطون" الإرهابي، حيث أعطيت نهاية الأسبوع الفارط تعليمات كتابية بناء على تقارير استخباراتية إلى كل الوحدات الأمنية عبر 25 ولاية بمختلف الأسلاك " جيش، شرطة، ودرك " بضرورة الرفع من حالة التأهب القصوى على مستوى الولايات الحدودية خاصة الولايات الجنوبية والجزائر العاصمة. كما أعطيت تعليمات صارمة لسلاح الجو بتكثيف طلعاته والزيادة من عمليات المسح الجوي وتكثيف المراقبة، وذلك قبل أيام من موعد يوم الغضب الذي دعت له تنسيقية البطالين. ووجهت أوامر دقيقة في هذا الخصوص لمختلف الأجهزة الأمنية بتشديد الرقابة عبر الطرق الوطنية والمسالك الصعبة حتى تمنع أي تسلل للانتحاريين بالانضمام للمتظاهرين الشباب بأي من الولايات التي دعت التنسيقية شبابها البطال بالخروج إلى الشارع للمطالبة بما أسمته بالحق الشرعي في العمل بعدما لم تفِ الحكومة بوعودها تجاه الشباب البطال، حسبها، غير أن الحصار الأمني الشديد ويقظة رجال مصالح الجيش والدرك والشرطة والتنسيق الكامل بين مختلف الأجهزة الذي أدرج ضمن المخطط الجديد "الفتح المبين " أسقط مخططات تنظيم "المرابطون " في الماء. وتؤكد مصادر أمنية موثوقة أن تنظيم المرابطون ومنذ تأسيسه وهدفه الرئيسي هو توجيه ضربة موجعة إلى الجزائر يتعدى صداها حادثة اعتداء تيڤنتورين، حيث تم القضاء على معظم أفراد المجموعة الإرهابية لتنظيم الموقعون بالدم التي يتزعمها الإرهابي مختار بلمختار من طرف القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي. ومعروف عن هذا التنظيم الإرهابي الذي تأسس بعد اندماج تنظيم التوحيد والجهاد وكتيبة الموقعون بالدم عدائه الشديد للجزائر ، وتؤكد مصادر مطلعة على صلة بميلاد الحركة الإرهابية الجديدة أنها بمثابة إشارة انطلاق لبعض الخلايا النائمة والعناصر الإرهابية التي تتحرك في الصحراء لتنفيذ عمليات تم الاتفاق عليها سلفا بين قيادات "التوحيد والجهاد" و"الملثمون"، تماما كما وقع قبل 9 أشهر عند الإعلان عن تأسيس كتيبة "الموقعون بالدماء"، حيث لم تنقض سوى أسابيع قليلة حتى وقعت عملية تيڤنتورين. وتشير مصادر أمنية إلى أن القائد الفعلي لهذه الجماعة الإرهابية الجديدة يبقى مختار بلمختار، رغم إعلانه التنحي عن الإمارة شكليا، حيث يبحث مؤسس الجماعات السلفية الجهادية في الساحل عن الابتعاد عن الأضواء، وهدفه هو الإفلات من العمليات السرية والعلنية العسكرية التي تشنها أجهزة أمن غربية ومحلية للوصول إليه. كما يرغب مختار بلمختار في تسهيل انضمام عناصر تنظيم القاعدة التابعين لكتائب الصحراء، بعد أن يتنحى هو وكل المنشقين عن "القاعدة" من قيادة المنظمة الجديدة. وأشارت ذات المصادر إلى أن ميلاد حركة "المرابطون" يهدف للحصول على ولاء الإرهابيين في تونس وليبيا والخلايا النائمة في المغرب والناشطين في مصر، من أجل خلق تنظيم دولي كبير، وهو ما عبر عنه بيان "المرابطون" من أنه مجال نشاطه من "النيل إلى المحيط ". ويعد الهدف الأول لهذه المنظمة، حسب المصادر، هو ضم فرع تنظيم "القاعدة في الساحل" والإرهابيين في تونس وليبيا الذين ينشطون تحت جماعات مختلفة يسعى بلمختار ضمها إلى صفوف تنظيم المرابطون ما سيحقق له حسب العديد من المتتبعين للشأن الأمني زعامة تفوق زعامة درودكال أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي, خاصة وأن نجاح بلعور المطلوب رأسه من مختلف الأجهزة الإستخبارتية الغربية وعلى رأسها أمريكا بعد حادثة تيڤنتورين الأخيرة في تنفيذ مخططه هذا يعني أنه لم يبق لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي شيء من الزعامة بين التنظيمات الإرهابية بالجزائر أو حتى ببلدان المغرب العربي.