عرفت التنظيمات الطلابية في الأيام الأخيرة، حركة غير مسبوقة، في إطار سعيها لاتخاذ موقفها من الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومساندة أحد المترشحين، على غرار كل حدث سياسي تشهده البلاد. وشهدت الساحة السياسية محاولة استقطاب أكبر عدد من التنظيمات، مما تسبب في وقوع خلافات بين المناضلين والقيادات، حيث تعيش هذه الأخيرة على وقع صراعات داخلية، بسبب انشقاقات في مواقفها إزاء العهدة الرابعة، نتيجة تباين الرؤى في تحديد الموقف النهائي من الرئاسيات. وأفادت آخر الأنباء الواردة من بيت الاتحاد العام الطلابي الحر، توجه الهيئة الوطنية للتنظيم إلى دعم ترشح عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، والاستمرار في النهج الذي اتخذه الاتحاد في العهدة السابقة، حيث قام بدعم بوتفليقة لعهدة ثالثة . كما تجند لجمع التوقيعات وتنشيط الحملة الانتخابية لبوتفليقة. ويأتي توجه الاتحاد نحو خيار المساندة، بعد أيام من تعيين هيئة وطنية تشرف على تسيير أمور التنظيم في مرحلة انتقالية إلى غاية تنظيم المؤتمر الوطني في شهر ماي القادم. وفي السياق نفسه، يعرف الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين صراعا داخليا بعد تزكية أمين عام جديد وإعلان التنظيم تأييده لعهدة رابعة، حيث يعيش التنظيم الطلابي على وقع خلافات داخلية بعد إعلان الأمين العام الجديد عبد اللطيف بوضياف تأييده لترشح بوتفليقة لعهدة رابعة. من جانبها دعت الأمانة الوطنية للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة، للترشح إلى عهدة رئاسية جديدة لمواصلة ما سموه "الإنجازات الكبرى المحققة أثناء سنوات توليه الرئاسة"، حيث قرر أعضاء الأمانة الوطنية للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مساندة بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة. ويأتي حدوث انشقاقات وصراعات داخلية في بيت التنظيمات الطلابية، بعدما انطلقت حرب استقطاب التنظيمات الجماهيرية بين الأحزاب السياسية تحسبا للرئاسيات المقبلة، على غرار التنظيمات الطلابية، مما يعيد إثارة التساؤلات حول دور التنظيمات. هذه الأخيرة التي تسيل لعاب الأحزاب، نظرا للعدد الكبير من الطلبة الذين ليس لديهم انتماء سياسي، وبالتالي السعي من أجل التحكم في توجيه ولاءاتها، حيث إنه في وقت يفترض أن تدافع التنظيمات الطلابية عن مطالب الطلبة، تعيش هذه الأخيرة على وقع صراعات داخلية، بسبب انشقاقات في مواقفها إزاء الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى جدوى القانون الذي يمنع قيام أي علاقة كانت بين الأحزاب السياسية والجمعيات. ويقع ذلك وسط استنكار الطلبة لدخول التنظيمات الطلابية في سجالات سياسية وولاءات، وهم الذين يعانون من الأوضاع الكارثية التي تشهدها الجامعة في جانبها البيداغوجي من تعسف الإدارة وكذا في جانبها الاجتماعي، إذ بالرغم من تخصيص ميزانيات ضخمة، إلا أن الظروف لا تزال كارثية. بينما تقول قيادات التنظيمات الطلابية، إن المشكل لا يتعلق بتسييس الطالب، بل الأمر يستدعي من الطالب الجامعي أن يكون لديه وعي ونشاط سياسي باعتباره نخبة المجتمع.