يتداول برلمانيون وقياديون ومنتخبون في جبهة التحرير الوطني، أنباء غير مؤكدة عن استقالة عمار سعداني من منصب الأمين العام للأفلان. وتفيد الأنباء التي انتشرت بسرعة البرق في اجنحة الأفلان بأن سعداني يحضر لاستدعاء دورة طارئة للجنة المركزية من أجل تقديم استقالته رسميا، بينما تتحدث أطراف أخرى أن الأمر يتعلق بإقالة وليست استقالة، استجابة لضغوط مورست عليه بسبب الهجومات التي شنها مؤخرا على المؤسسة الأمنية في الجزائر، والتي دفعت رئيس الجمهورية إلى التدخل شخصيا للدفاع عن المؤسسة العسكرية قائلا أنه "لا أحد مهما علت مسؤولياته ومنصبه يحق له أن يعرض المؤسسة العسكرية وغيرها من المؤسسات الدستورية للبلبلة ويضرب استقرار البلاد وتوازن مؤسساتها". وهو التصريح الذي اعتبر أنه موجه لعمار سعداني لأنه وحده الذي تحدث عن المؤسسة العسكرية والأمنية. وتأتي الشائعات المتداولة عن استقالة مزعومة لعمار سعداني من الأمانة العامة لحزب الأغلبية الذي يعتبر من دعاة العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في خضم الضوضاء التي أثارتها انتقاداته للمؤسسة العسكرية والتي تصدرت واجهة الأحداث السياسية، منذ توليه منصب الأمين العام للأفلان وصنعت المشهد السياسي العام في البلاد خلال الأيام الأخيرة، حيث يتصدر سعداني المعروف بولائه ودعمه الشديد لبوتفليقة واجهة الأحداث السياسية بسبب تصريحاته التي أحدثت زلزالا في البلاد عندما اتهم المؤسسة الأمنية بالفشل في أداء مهامها، في وقت لا يفصلنا سوى شهرين ونصف عن موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في 17 أفريل القادم. وفي هذا الصدد، أكد عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في الأفلان السعيد بوحجة، في اتصال هاتفي مع "البلاد"، أن هناك من يحاولون بث البلبلة في صفوف الحزب بهدف إضعافه وزعزعة استقراره، مؤكدا أن أنباء استقالة سعداني مجرد شائعات مثلها مثل شائعات 250 توقيعا المزعومة، وشائعات الترخيص المزعوم، والدورة الموازية المزعومة للجنة المركزية الجاري التحضير لها وغيرها من الشائعات، في إشارة منه إلى خصوم سعداني في الحزب بزعامة المنسق السابق عبد الرحمن بلعياط الذين أكدوا أنهم جمعوا 250 توقيعا ويسعون جاهدين للحصول على ترخيص من مصالح وزارة الداخلية لعقد دورة طارئة للجنة المركزية من أجل انتخاب أمين عام مواز لحزب جبهة التحرير الوطني، والإطاحة بعمار سعداني"، وتابع عضو المكتب يقول "أنا متواجد في الحزب بشكل دائم بصفتي عضو المكتب السياسي وكذلك رئيس الديوان متواجد في المقر بشكل دائم، وكلانا لم يسمع عن استقالة الأمين العام للحزب، ولو استقال فعلا، لكنا نحن أول من يسمع الخبر، أؤكد لكم أنها مجرد شائعات تستهدف زرع البلبلة في الحزب". وأضاف السعيد بوحجة "سعداني لم يقل من منصبه، ولم يستقل ولن يستقيل، وكل الأمور تسير بشكل عادي، مؤكدا أنه سيشرف اليوم على اجتماع تقييمي لتقييم نشاط الحزب في الولايات، وتابع يقول إن "الأمين العام للحزب يحرص على معالجة كل الأمور في الأطر القانونية، وكل الإطارات مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى أن الحوار هو الأسلوب الحضاري الوحيد الذي يوصل الحزب إلى جمع الشتات ولمّ الشمل ومعالجة القضايا المطروحة".