قام أمس الأربعاء المئات من تلاميذ الأقسام النهائية بثانويات و متاقن ولاية عنابة ، بحركة إحتجاجية عارمة طالبوا من خلالها بتحديد فوري للعتبة التي تضبط سقف الدروس المعنية بامتحانات شهادة البكالوريا، و تأجيل إجراء الاختبار المصيري إلى أواخر شهر جوان المقبل، و هو الإحتجاج الذي إمتد ليشهد مشاركة تلاميذ من أقسام سنوات الأولى و الثانية ثانوي. و كانت بداية هذه الإحتجاجات من ثانوية مبارك الميلي، الواقعة بحي مصطفى بن بولعيد بوسط مدينة عنابة، حيث توجه التلاميذ إلى متقنة المقاومة و ثانويات القديس أوغستين، أبو مروان و سيدي إبراهيم بعاصمة الولاية، ثم نحو باقي المؤسسات لإخراج زملائهم من قاعات التدريس وإرغامهم على المشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي شهدت حشودا غفيرة من المتمدرسين، و جابت عدة شوارع وسط المدينة. التوقف عن الدراسة مس أغلب ثانويات وسط المدينة وأحياء مجاورة وبلديات أخرى كالبوني، سيدي عمار ، الحجار و برحال، حيث رفض التلاميذ الدخول إلى الأقسام، وظل بعضهم في الساحات، فيما خرج آخرون من المؤسسات ليتنقلوا راجلين إلى حي أول نوفمبر أين يوجد مقر مديرية التربية ،في محاولة للتجمهر، و هو الإعتصام الذي تم التصدي من طرف مصالح الأمن التي طوقت المكان ومنعتهم من الاقتراب من المديرية مما جعلهم يجوبون المنطقة الممتدة من أول نوفمبر مرورا بمقر الولاية وصولا إلى ساحة الثورة. بالموازاة مع ذلك سارعت مديرية التربية إلى احتواء الوضع، و ذلك بإيفاد ممثلين عنها إلى بعض الثانويات، أين تم عقد لقاءات مع ممثلين عن المحتجين لمحاولة إقناعهم بأن مطلب تحديد عتبة الدروس قد استجابت له وزارة التربية، رغم كونه مطلب مبكر جدا، سيما وأن العام الدراسي يسير بشكل يسمح بإتمام البرنامج المقرر، لكن الثانويين رفضوا الطرح وأصروا مواصلة مقاطعة الدروس إلى غاية الإعلان الرسمي حسب مطلبهم تأجيل إجراء امتحان البكالوريا إلى الأسبوع الأخير من شهر جوان القادم. إلى ذلك فقد تم تسجيل تفاوت في ردود الأفعال في أوساط الثانويين بين مقترح مواصلة الإضراب أو استئناف الدراسة، رغم ما لعبته جمعيات أولياء التلاميذ من دور في محاولة الإقناع والتهدئة.وقد تابعت مديرية التربية الوضع بحذر وتعمدت أسلوب الحوار داخل المؤسسات التربوية، وتجنيد الأولياء لتفادي أي انزلاق على مستوى المؤسسات التربوية.