رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة ل"البلاد" : "فيضان الوديان أخطر من الزلازل" وجّه الوزير الأول عبد المالك سلال، تعليمة عاجلة لولاة الجمهورية تلزمهم باتخاذ الإجراءات اللازمة لهدم البنايات المشيدة بالقرب من أودية نائمة خاصة بعد تسجيل "مشاريع حديثة لمدارس ومنشآت عمرانية ومساجد بنيت على أرضيات متحركة دون الأخذ بعين الاعتبار العوامل الطبيعية التي يمكن لها أن تحدث خسائر كثيرة وأضرار جسيمة في حالات تسجيل أمطار طوفانية في الموسم الماطر". وكلف الوزير الأول مسؤولي الأجهزة التنفيذية المحلية بالسهر على برمجة عمليات ومشاريع بديلة في أقرب الآجال مع تكثيف عمليات مراقبة منح تراخيص البناء التي تسلمها السلطات العمومية. وكشفت التعليمة عن دراسة قطاعية أسندت لوزارة الموارد المائية لتحديد مواقع الوديان وأحجامها قصد تحجيم آثار الفيضانات على مدن جزائرية توسعت بشكل فوضوي خلال التسعينيات في سبيل تجنب كوارث محتملة بعدة ولايات". وفصّلت المراسلة التي تلقاها الولاة بحر الأسبوع الجاري في "التدابير الواجب اتخاذها في إطار لجان محلية مشتركة تجمع القطاعات المعنية بالوقاية من الفيضانات من خلال إنجاز الأشغال اللازمة والضرورية لشبكة الطرقات والمسالك بمسح الحواشي وجهر مجاري المياه الترابيّة وإحداث مصبات وجهر الأودية على مستوى الجسور وتنظيف المنشآت المائية". وحسب الأرقام المستقاة من مصادر على صلة بالملف، فإنه يجري حاليا إنجاز 9 مشاريع كبرى منها 4 مشاريع مسجلة في ميزانية سنة 2013 بتكلفة تقدر بنحو 47.5 مليون دينار، كما أن وتيرة الأشغال تقدمت بنسبة متفاوتة تراوحت بين 25 بالمائة و85 بالمائة". وكان والي عنابة قد كشف في تصريحات سابقة ل«البلاد" على هامش ملتقى وطني للوقاية من الظاهرة بحضور مسؤولين من وزارة الموارد المائية بأن ‘'الحكومة خصصت غلافا ماليا قيمته 5000 مليار سنتيم لحماية المدن الجزائرية من الفيضانات، وذلك في إطار البرنامج الخماسي 2010 2014 لحماية المدن، حيث شرعت السلطات في وضع خارطة تضم كل المناطق المعرضة للفيضانات''. و حول الموضوع حذّر أمس رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة والمحيط من مغبة "تراخي السلطات في معالجة الوضع خاصة على مستوى النقاط السوداء بالولايات الكبرى على غرار الجزائر العاصمة وغرداية وسيدي بلعباس والمسيلة وباتنة وعنابة والطارف وبجاية والبيض" ودق علي حليمي ناقوس الخطر من "حدوث فيضانات قد تنجم عن عدد من الوديان الواقعة بوسط وشرق وغرب البلاد، وطالب بهدم كل السكنات التي بنيت على ضفاف الوديان. وقال إنها أخطر من الزلازل خلال الفيضانات"، متسائلا عن "أسباب إهمال تنظيف الوديان وسنّ سياسة وقائية من الخطر الذي قد تسببه". أوضح حليمي أن"الحقيقة الماثلة تقول إن كل الفيضانات التي سجلت بالجزائر على مدى سنوات 1969 و1973 و1984 1974 و2001، تسببت فيها وديان، ومع ذلك، فإن السلطات لم تستوعب الدرس. مع العلم أن الوديان هذه لها طابع عودي، لا سيما بالنسبة إلى تلك التي تعود بعد 50 سنة و100 سنة، حيث عادة ما تكون فيضاناتها خطيرة