استيقظ سكان 32 مسكنا اجتماعيا بوسط مدينة بوقادير، غرب عاصمة ولاية الشلف، على وقع خبر إقدام كهل، في ال65 من العمر، على صب كميات هائلة من البنزين على جسده محاولا الخلاص من حياته، على خلفية مشاكل اجتماعية يعاني منها منذ سنتين. تفيد معطيات قريبة من محيط الضحية بأنه سارع إلى اقتناء لترات من البنزين من إحدى المحطات الواقعة في المدينة ذاتها، حيث حاول إقناع أحد الجيران بإبعاد سيارته مخافة امتداد ألسنة النيران إليها، بعدما أبلغه بمحاولة انتحاره في بيته. وهو الخبر الذي لم يهضمه الجيران داخل العمارة. بعدها قام الضحية س.محمد بإضرام النيران في أرجاء بيته المشكل من 4 غرف، حيث تفطن أحد الجيران للهب المتصاعد من بيت المنتحر فسارع إلى إبلاغ مصالح الحماية المدنية التي تنقلت على التوّ إلى مسرح الحريق، إذ سارعت إلى إخماد النيران التي اندلعت بسرعة البرق بعد كسر أقفال شقة صانع مشهد الانتحار. وحسب المصادر ذاتها فإن المشهد المأساوي انتهي بإصابة الضحية بحروق من الدرجة الثالة بعد أن تعرض لتفحم خطير على مستوى الوجه والرأس وبعض الأعضاء الحساسة. وقد نقل إلى مستشفى الصبحة لتلقي العلاج اللازم. وأحدثت الحادثة حالة من الذهول غير المسبوق في المنطقة، وتأكد أن الكهل الذي يصارع الموت في المستشفى كان يمر بمشاكل اجتماعية قاسية، حيث يقيم منفردا في بيته بعد هجرة أفراد عائلته عنه. وقد تسببت مضاعفات الأزمة النفسية في دفعه إلى الانتحار على الطريقة التي بات يلجأ إليها المحبطون نفسيا والعوانس والشباب الذي وجد ضالته في ركوب الموت عن طريق رمي أنفسهم من الجسور وشدّ الحبال.