شهد حي النجمة (شطيبو سابقا) من يوم الخميس إلى الجمعة حالة طوارئ وفوضى عارمة بسبب احتجاج مواطنين من سكان الحي وإقدام شابين على إضرام النار في جسديهما حيث لفظ أحدهما أنفاسه متأثرا بخطورة الحروق فيما يرقد الآخر في العناية المركزة، وهو ما أشعل فتيل الغضب أكثر حيث أقدم شباب آخرون كردة فعل على انتحار الشابين على غلق الطريق وإضرام النيران في العجلات المطاطية والدخول في مواجهة مع فرقة مكافحة الشغب للدرك الوطني. الحادثة بدأت يوم أمس الخميس عندما قدم محضر قضائي مرفوقا بمصالح الدرك الوطني إلى منطقة البيوض من أجل تبليغ عائلة بضرورة إخلاء منزل كانت تقطنه بناء على حكم قضائي عقب نزاع بين عائلتين والمالك الحقيقي للمنزل، حيث رفضت العائلتان إخلاء المنزل الذي سكنته منذ عام 1987، لتسود موجة غضب بين العائلتين التين رفضتا الانصياع للأوامر معتبرتين أن الحكم الصادر لإخلاء المنزل حكم "جائر" كما أنه ليس لديها منزل آخر تلجأ إليه وكانوا قد تلقوا من قبل إعذارا لإخلاء المنزل، وفي خضم النزاع بين المحضر القضائي ومصالح الدرك الوطني ومالك المنزل وبين العائلة، وفي خضم ذلك أقدم أحد أفراد العائلتين وهو شاب يبلغ من العمر 23 سنة على التهديد بالانتحار غير أنه لم يتم إعارته أي اهتمام واعتبر كلامه مجرد تهديد، ليقوم بعد ذلك بصب البنزين على نفسه وإضرام النار في جسده، وتبعه في خطورة مماثلة شاب من العائلة الثانية أضرم هو الآخر في جسده وسادة حالة من الفوضى استدعت تدخل مصالح الحماية المدنية ومصالح الدرك الوطني وتم نقل الشابين على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي لوهران أين لفظ الأول أنفاسه متأثرا بالجروق الخطيرة التي التهمت كامل جسده فيما لايزال الثاني يرقد في العناية المركزة. وتلت ذلك موجة من الغضب في الحي تم احتوائها، غير أن وفاة الشاب أشعلت فتيل الاحتجاج مجددا صباح اليوم الجمعة عندما قامت عائلتا الشابين وجيرانهما متعاطفين على قطع الطريق بالحجارة والعجلات المطاطية وإضرام النيران فيها واستدعى الوضع تدخل قوات مكافحة الشغب للدرك الوطني التي دخلت في مواجهة مفتوحة مع الشباب الغاضب، وتم إطلاق صافرة الإنذار واستمرت حالة الطوارئ إلى حد كتابة هذه الأسطر.