كشفت تقارير استخباراتية، أوردها موقع إعلامي مالي، أن مختار بلمختار المدعو "الأعور" والمعروف أيضا باسم خالد أبو العباس، والذي يعد الإرهابي الأخطر والذي بات يشكل تهديدا حقيقيا على بلدان شمال إفريقيا والساحل، خصوصا أنه تمكن من الفرار من قبضة الجيش الفرنسي الذي اقترب كثيرا من معاقله في شمال مالي على الحدود الجزائرية، ليعيد ترتيب أولوياته، مشيرة إلى أنه يخطط لتنفيذ هجوم كالذي نفذه في تيڤنتورين، ويرجح أن يكون في الجزائر، التي تعتبر العدو اللدود للجماعات المسلحة، والذي يهدف من خلاله إلى العودة إلى الساحة بقوة، بعد تواجده في الظل طويلا عقب الهزيمة التي ألحقها به الجيش الجزائري في جانفي 2013. بلمختار الذي انشق عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بسبب صراعات داخلية على خلفية اقتسام الغنائم التي كان يحصدها التنظيم من جمع الفدية وتنفيذ الهجمات، ليتزعم تنظيمه الخاص "الملثمون" ثم "الموقعون بالدماء"، هذا الأخير الذي نفذ اعتداء تيڤنتورين منتصف جانفي 2013، قبل أن ينصهر في حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا في تنظيم موحد أطلق عليه اسم "المرابطون"، والذي بات يشكل تهديدا من نوع آخر، بعدما وضع الجزائر في الخانة الحمراء، وباتت تشكل هدفه الأول في الفترة القادمة، وبالرغم من تبنيه هجمات في شمال مالي قريبا من الحدود الجزائرية مثل غاو وتمبكتو، إلا أن الخبراء يؤكدون أنه لا يزال يحلم بتنفيذ هجوم بمستوى الهجوم الذي طال حقل الغاز بتيڤنتورين، ليظهر للإعلام مجددا كأخطر الزعماء الإرهابيين في المنطقة. وحسب التقارير ذاتها، فإن "الأعور" يهدف إلى السيطرة على القيادة ، وأصبح يجند العديد من الماليين في الصحراء لتنفيذ هجماته حتى على المدنيين، حيث قام أتباعه بقتل نحو ثلاثين مدنيا في منطقة تانكوتا التي تبعد مائة كيلومتر شمال كيدال غير بعيد عن الحدود الجزائرية، مما جعل السكان الماليين يدركون جيدا الخطر الذي يشكله الإرهابيون التابعون لبلمختار، والذين يسلبونهم ممتلكاتهم ويقتلونهم. وحسب شهادات إرهابيين مقربين منه، فإن تجربته في أفغانستان جعلته يتميز عن باقي الإرهابيين لأنه "الأكثر إجراما ودموية" مما جعله يختلف حتى مع قادة تنظيم القاعدة في وقت سابق، إلا أن شجاعته تبقى محدودة، لأنه لم يتردد في 2006 في التفكير ب«المصالحة الوطنية" والتفاوض مع السلطات الجزائرية لتسليم نفسه، ويجمع الجميع على أنه رجل قادر على خيانة أقرب الناس إليه. وبسبب مطاردة الجيش الجزائري له ونظيره الفرنسي في إطار عملية "سرفال" لم يعد بلمختار قادرا على اختطاف الرهائن كما في السابق، لكنه لا يزال يسيطر على تهريب المخدرات والسجائر في الصحراء. وتفيد أجهزة الاستخبارات بأنه يقيم في بلد بعيدا عن المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الفرنسي، ويصدر أوامره من هناك، وهي طريقته المعروفة في البقاء في الظل.