تعيش مدينة خميس مليانة بعين الدفلى، وضعية بيئية كارثية بجميع المعايير، حسب تقديرات كشفت عنها جمعيات محلية وسكان المنطقة، في ظل تكاثر القمامات والأوساخ عبر الشوارع الرئيسية، ناهيك عن تسجيل عودة أسراب البعوض وانتشار مخيف لأنواع القوارض والكلاب الضالة على مستوى الأحياء الشعبية وحتى الأماكن العمومية غير البعيدة عن مقر البلدية، هذا الوضع بات يقلق السكان ويهدد أرواحهم أمام تزايد منسوب التلوث البيئي واحتلال المنطقة صدارة البلديات الأكثر تلوثا في ولاية عين الدفلى، وهو الاعتراف الذي أدلى به مسؤولون محليون الذين رسموا صورة قاتمة للغاية لما آلت إليه أحياء الخميس وتضررها من تراكم أكوام القمامة وعودة القوارض والجرذان إلى واجهة الطرقات في مشهد زاد من مخاوف وهواجس المواطنين مخافة وقوع سيناريوهات ''الطاعون'' الذي هدد ولايات اخرى إلى وقت قريب. ولم تخف جمعيات محلية امتعاضها من تزايد وتيرة التلوث في المنطقة خصوصا عبر الطريق الوطني رقم 04 وحتى جوانب هامة من الطريق السيار شرق غرب، حيث حملت مسؤولية هذا التردي البيئي الى السلطات المحلية التي لم تع دورها في إزالة هذا الخطر المحدق بالسكان وتحميلها جزء من الوضع إلى مئات المركبات التي تعبر يوميا مدينة خميس مليانة التي تعد مفترق طرق لحوالي 9 ولايات كاملة، بالاضافة إلى ذلك، يواجه السكان تقريبا بعد الظهر، حالات إزعاج أصحاب الشاحنات الكبيرة المحملة بالرمال والحصى وحتى المواد الكيماوية، حيث تتجمع بقايا هذه الحمولات منها السامة لتقاسم يوميات المواطنين، حيث تنتقل البقايا الى بيوت السكان عن طريق الرياح التي تهب من الناحية الجنوبية للاسبوع الثاني على التوالي، هذه الوضعية دفعت جمعيات قطاع البيئة للتأكيد على غياب خطة مدروسة في مواجهة مثل هذه الحالات، برغم تنبيهها للسطات بوضع مخطط بيئي خصيصا لفصل الصيف قصد التحكم في الفوضى الحاصلة في المدينة التي غزتها أسراب البعوض والكلاب المسعورة التي كادت أن تتسبب في وفاة طفل في الثامنة من العمر بعدما تلقى عضة كلب شارد سرعان ما تم تطويق مرضه، وشوهدت في اكثر من مرة انواع القوارض تتجول في شوارع المدينة خاصة في احياء لاكادات، الصوامع، الدردارة وغيرها من الأحياء، ينضاف إلى هذا الهاجس الذي يؤرق السكان، مشكلة نقص المياه التي تحاصر المدينة، اذ تطول مدة التزود بالماء الشروب عن طريق الحنفيات إلى غاية يومين كاملين، ناهيك عن حديث الجمعيات الناشطة في البيئة عن تفاقم ظاهرة تجمع المياه الراكدة في الشوارع والأحياء، وهو ما ساعد في اجتياح اسراب الناموس هذه الأحياء وتجمعها في البيوت. وامام هذا الوضع المشحون بالغضب الشعبي حيال تراخي الجهات الرسمية في ضمان صيف آمن ومريح، اقترحت بعض الجمعيات تشكيل لجان محلية يشغلها شباب مقابل منحة 3000 دج في إطار مناصب الشبكة الاجتماعية بتأطير من الجمعيات قصد القيام بمهمة تطهير المدينة من ماهي عليه من أوساخ وقاذورات وأشكال الحيوانات الضارة.