وزير العدل وحافظ الأختام الطيب بلعيز قال أول أمس، إنه مستهدف من طرف لوبيات المال والمخدرات التي تقف وراء حملة إعلامية هدفها النيل منه من خلال الزجّ بابنه في فضيحة تبييض أموال المخدرات، والمدير العام لشركة الخطوط الجوية وحيد بوعبد الله صرح أمس، أن هناك أطرافا تريد تحطيم الخطوط الجوية الجزائرية وتشويه صورتها لدى السلطات العليا للبلاد. وحينما تتوالى تصريحات بهذه الخطورة من مسؤولين بهذا الوزن، وفي ظرف يومين فقط، يحق لنا أن نتساءل: من هي هذه اللوبيات الخفية التي تستقوي على الوزراء والمسؤولين بمن فيهم المقربون من الرئيس، القاضي الأول والحاكم الأول للبلاد؟ وهل وصلت الدولة إلى درجة من الوهن أصبح فيها الوزراء والمسؤولون مهددون من طرف جهات خفية؟ إن أسوأ سيناريو يمكن أن تعرفه الجزائر هو تحولها فعليا إلى ''جمهورية موز'' واجهتها حكومة ووزراء ومسؤولين، وظاهرها لوبيات وبارونات أموال ومخدرات يتحكمون في الاقتصاد والسياسة ويعصفون بمن يفكر في مواجهتهم حتى قبل أن ينتقل إلى الفعل .. الانتخابات البرلمانية السابقة، وكواليس تجديد أعضاء مجلس الأمة كشفت عن دور رهيب للمال وأصحاب ''الشكاير'' في شراء الذمم وتعيين الرجال واستبعاد ''المغضوب عليهم'' من بقايا الصالحين وأصحاب القلوب الحارّة. وحذّر البعض آنذاك من أننا في منعطف خطير قد تستحكم فيه سلطة بارونات المال الجدد على مؤسسات الدولة من القاعدة إلى القمة..ويبدو أننا اليوم نعيش أولى أعراض هذا التحول التاريخي في طبيعة السلطة والحكم في الجزائر، إلا إذا بقي في البلد بقية من رجال وأنفة تخرج سيف الحجاج لتقطع رؤوس أفعى تأخر قطافها!