كشف رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، عن أن بلاده تعوّل على التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، مؤكدا على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين، للقضاء على هذه الظاهرة، خصوصا أنها باتت تهدد حدودهما واستقرارهما. وشدد جمعة، عقب اجتماع المجلس الوطني التونسي للأمن، على عزمه استعادة هيبة الدولة التونسية، وفرض سيادة القانون في أنحاء البلاد لاستعادة الأمن والاستقرار المفقودين، مشيدا بتجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب الذي تغلغل فيها سنوات التسعينيات، ونجاحها في طرده خارج الحدود واستعادة أمنها بعد تجربة مريرة خاضتها ضد الجماعات المسلحة، مشيرا إلى تمسّك تونس بالعمل، إلى جانب الجزائر، في فرض الاستقرار على الحدود المشتركة بينهما، خاصة بعدما تأزمت الأوضاع في جبل الشعانبي، التي تحصنت فيه الجماعات الإرهابية، بهدف تحويله إلى قاعدة لضرب الجزائر ودول أخرى في الجوار، إلى جانب تدفق الأسلحة من ليبيا التي باتت تحت سيطرة الميليشيات المسلحة، مما ينذر بخطورة الوضع. وأشار جمعة إلى أن العمليات العسكرية التي تشنها الوحدات العسكرية وأجهزة الأمن في تونس، تشكل "نقلة نوعية" في التعامل مع ملف الإرهاب، مشيرا إلى سيطرة القوات المسلحة على زمام الأمور، والتي أحرزت "تقدما" في مجال مقاومة الإرهاب. في السياق ذاته، أفاد الناطق الرسمى باسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق رحمونى، بأن القوات المسلحة تتقدم على عدة محاور للسيطرة على كامل منطقة مرتفعات الشعانبي، مع شن غارات جوية وقصف مدفعي، كما وقع تبادل لإطلاق النار وتشابك بالأسلحة الخفيفة بين وحدات الجيش والجماعات الإرهابية التي تحاول "الخروج" من الحصار المضروب عليها. وكان الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، قد أعلن مرتفعات الشعانبي وبعض المناطق المتاخمة لها "منطقة عمليات عسكرية مغلقة" بحيث يخضع الدخول إليها إلى ترخيص مسبق من السلطات العسكرية، وذلك على خلفية تنامى نشاط شبكات الجرائم المنظمة لاسيما المتاجرة بالأسلحة والذخيرة والمخدرات واستعمال السلاح وزرع الألغام ضد القوات المسلحة.