أمرت رئاسة أركان الجيش الليبي بإخلاء معسكر "كتيبة شهداء 17 فبراير" بمدينة بنغازي، المسلحين الموجودين فيه بعد أن فتحوا النار على متظاهرين رافضين لوجودهم مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرين آخرين. وقال وزير العدل الليبي صلاح المرغني إن "رئاسة الأركان العامة للجيش أصدرت أوامرها لجميع الوحدات المتمركزة في معسكر شهداء 17 فبراير بإخلاء المعسكر في 72 ساعة". وأضاف أن "القرار تضمن تسليم المعسكر لغرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي تمهيدا لتسليمه إلى وزارة الصحة في وقت لاحق". كما أكد المرغني على حق التظاهر السلمي كحق دستوري في البلاد لا يستطيع أحد أن يمنعه، على أن يتم في ساعات النهار، ودون ترويع للمواطنين ليلا، حسب تعبيره. وكان أربعة ليبيين قد قتلوا وجرح عشرون آخرون فجر السبت برصاص أطلق في مظاهرة بمحيط معسكر "كتيبة شهداء 17 فبراير" في بنغازي تطالب بدعم الجيش والشرطة وحل المليشيات المسلحة. وقال مصدر أمني إن "مواطنين غاضبين يحمل بعضهم السلاح توجهوا مساء الجمعة للتظاهر في محيط كتيبة شهداء 17 فبراير للمطالبة بتفعيل الجيش والشرطة وتفعيل قرار المؤتمر الوطني العام بحل المليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة". وأضاف المصدر أن "هذه المظاهرة توجهت إلى المدخل الغربي لمدينة بنغازي حيث مقر المعسكر بعد أن أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق الرصاص في الهواء لتفريق تظاهرة سلمية أقيمت أمام فندق تيبستي وسط المدينة للسبب نفسه". وأعلن مصدر في مركز بنغازي الطبي أن "المركز استقبل ليل الجمعة السبت جثث أربعة قتلى إضافة إلى 16 جريحا مصابين بأعيرة نارية في مناطق متفرقة من الجسم". من جانبه، قال مصدر طبي في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث إن "المستشفى أدخل فجر السبت إلى أقسامه أربعة جرحى من جراء الاشتباكات التي جرت في محيط معسكر شهداء 17 فبراير". ولم تعلن "كتيبة شهداء 17 فبراير" أي خسائر في صفوف قواتها. وتأتي هذه الأحداث بعد اغتيال العقيد إبراهيم السنوسي عقيلة قائد المخابرات الليبية في شرق ليبيا في وسط بنغازي الخميس الماضي. ومنذ الثورة الليبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي في فيفري 2011، يشهد شرق ليبيا، خصوصا بنغازي العديد من الاعتداءات والاغتيالات التي تستهدف خصوصا عسكريين وشرطيين وقضاة ونشطاء سياسيين وإعلاميين.