أكدت مصادر مطلعة من توارق مالي، أن من اعتبرتهم فرنسا وموريتانيا إرهابيين تم القضاء عليهم في مالي خلال العملية العسكرية المشتركة التي جرت خلال اليومين الماضيين، ما هم في الحقيقة إلا رعاة من البدو الرحل ينتمون إلى قبائل في تومبوكتو. وأشارت ذات المصادر التي كذبت أن تكون الجثث لإرهابيين أو لمهربي الأسلحة في المنطقة، إلى أن هذه العملية من شأنها أن تعقد الوضع الأمني في منطقة الساحل، خاصة إذا تحركت هذه القبائل للثأر لموتاها، ما قد يؤدي إلى ''تحالفات موضوعية وظرفية'' بين هذه القبائل وتنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' الذي ينشط في المنطقة. وذكرت مصادر إعلامية أن موريتانيا تكون قد أوفدت مسؤولين رفيعي المستوى إلى الجزائر لتوضيح الصورة ووضعها في حقيقة خلفية العمل الذي قامت به نواكشوط بمشاركة قوة عسكرية فرنسية ضد معاقل القاعدة داخل التراب المالي. وأوضحت مصادر متابعة للملف، أنه ليس من صالح موريتانيا ولا مالي ''إزعاج'' الجزائر بمثل هذه المناورات العسكرية بحجة تأمين البلدين من تهديدات القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، خاصة بعد تأكد مشاركة قوة أجنبية، رفضت تقديم معلومات استخباراتية لدول الساحل تتمثل في صور عن طريق الساتل لمناطق تواجد عناصر القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي في وقت سابق. كما أن المراقبين يؤكدون ''حساسية الجزائر'' من تدخل القوى الأجنبية في المنطقة تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وحرصها على أن تتم العملية بالأساس تحت سلطة ورعاية ومشاورة دول الجوار. واعتبرت مصادرنا أن الجزائر التي ما زالت تلتزم الصمت حيال العملية العسكرية الموريتانية الفرنسية الأخيرة، تؤمن بمقاربة متكاملة ومنسقة ومتضامنة تتمحور حول مسؤولية الدول في القيام بمكافحة الإرهاب مع إرساء آليات واتفاقيات ثنائية بين دول المنطقة ضمن تعاون إقليمي مهيكل شامل قائم على حسن النية. وفي سياق ردود الأفعال التي خلفتها العملية العسكرية، قالت مصادر إعلامية فرنسية، إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أعطى الموافقة على التدخل الفرنسي في هذه العملية، تم تغليطه من طرف استخبارات الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي قدمت له معلومات خاطئة حول مكان تواجد المختطف ميشال جيرمانو ( 78 عاما)، وهو الأمر الذي سيعقد من عملية الإسراع في تحرير الرهينة قبل انقضاء الآجال التي قدمتها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي غدا الثلاثاء قبل إعدامه. وقال تنظيم القاعدة الإرهابي في بيان بثه على موقع له على الإنترنت، إنه قتل تسعة فرنسيين خلال العملية التي نفذتها فرقة كوماندوس فرنسية الخميس الماضي، وأشار البيان إلى أن الفرنسيين انطلقوا من مدينة أطار الموريتانية على متن ثلاث طائرات مروحية هبطت في مطار تسالي في الشمال المالي لتنفذ هجومها الذي استهدف إنقاذ الرهينة ميشيل جرمانو، وهم كريستوفر لبيري ولامبير دولانوي وتيموثي أوبير وكلود فينسان وبنجامين روسل وغاستون فيليبون وجان ميرسيل روش ويوسف الأبراسي وإيسيدور دوسي.