أفادت مصادر أمنية أن مالي أوقف 4 أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم قاعدة المغرب في شمال البلاد، وحسب نفس المراجع فإن الأشخاص الموقوفين متهمون بالتواطؤ مع المسلحين في التنظيم الإرهابي، ويحمل الموقوفون جنسيات جزائرية موريتانية. وحسب ما تناقلته أمس مصادر إعلامية محلية فإن العناصر الإرهابية سيتم تحويلها عبر عمليات وصفتها نفس المراجع ''بالخاصة'' إلى كل من الجزائر وموريتانيا. وتضيف نفس المصادر نقلا عن مراجع أمنية مطلعة ''أولئك الذين ألقي القبض عليهم يقال إنهم متورطون مع شبكات الاتجار بالمخدرات''، وتساءلت نفس المصادر ''لماذا أقدمت مالي على تسليم الإرهابيين إلى نواقشوط والجزائر في أعقاب الإفراج عن 4 إرهابيين من تنظيم القاعدة في مالي بإيعاز وضغط من فرنسا من أجل تحرير بيار كامات رهينتها المختطف''، وأثار أزمة دبلوماسية مع البلدين الجارتين. والسؤال الذي يطرح نفسه تضيف المصادر'' هو لماذا، بالرغم من الاتفاقات الثنائية بين البلدان الثلاثة، لا يوجد أي بلد في أي وقت مضى قد فعل ذلك وسلم الإرهابيين إلى تلك البلدان''. وتمت متابعة المتورطين من الحدود خلال مطاردة انتهت في منطقة جاندام، حيث تم إلقاء القبض عليهم ليتم تحويلهم إلى بلدانهم الأصلية، حسب المصادر المالية. وأشارت نفس المصادر إلى أن هذه ليست نتيجة لتسيير دوريات مشتركة بين البلدين ''الجزائر وموريتانيا''، موضحة أن ''كل عضو إرهابي يعمل بمعزل عن الأعضاء الآخرين، وليس ضمن شبكة معينة''. غير أن المراجع ذاتها أكدت أن الذين ألقي القبض عليهم، ليسوا من قادة للتنظيمات الإرهابية إنما هم أشخاص يقومون بالدعم المادي والمعنوي واللوجستي للجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى القيام باتصالات مع شبكات تهريب المخدرات في المنطقة. يأتي هذا في وقت كان الجيش الموريتاني اعتقل منذ أيام قليلة العقل المدبر لاختطاف الإسبان الثلاثة، عمر ولد سيد أحمد الملقب ب''عمر الصحراوي''. وقالت مصادر أمنية موريتانية إنه تم توقيف المشتبه فيه عمر الصحرواي شمال البلاد قرب لمغيطي على الحدود مع الجزائر، وبعد التحقيق معه أقر أنه المسؤول الرئيسي عن اختطاف الإسبان في 29 نوفمبر الماضي، على الطريق الرابطة بين نواقشوط ونواذيبو. وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الأمن الموريتانية موازاة مع ذلك مجموعة أشخاص في مدينة إطار شمال البلاد. ويأتي اعتقال هؤلاء الأشخاص بعد أيام قليلة على اعتقال آخرين في نفس المنطقة كانوا يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع، تم نقلهم في مروحية من مدينة إطار إلى نواقشوط من أجل التحقيق معهم. وتشهد المنطقة الشمالية من موريتانيا، في الآونة الأخيرة، نشاطا أمنيا ملحوظا من خلال انتشار قوات الأمن والجيش في شريط الصحراء الشاسعة، وبخاصة في مدينة إطار، التي تعد وجهة سياحية للغربيين الذي يمثل الفرنسيون 90٪ منهم. وحسب ما يشير إليه محللون أمنيون فإن مالي بتسليمها للإرهابيين إلى الجزائر وموريتانيا تريد أن ترضي كل من موريتانيا والجزائر خاصة بعد الإفراج عن أربعة إرهابيين في الأسابيع الماضية، ويأتي هذا الأمر بعد يومين من تصريح وزير الخارجية المالي الذي أكد أن بلاده تربطها علاقات قوية مع الجزائر ونواقشوط، ليتم تعزيز هذا القول بتسليم إرهابيين إلى البلدين في محاولة من مالي لتلطيف الأجواء. غير أن نفس المحللين استبعدوا أن يكون الموقوفون هم الذين تم إطلاق سراحهم في باماكو نظير الإفراج عن الرعية الفرنسي، كون هذا الأمر سيخلق مشاكل مع القاعدة بتنفيذ تهديداتها وتصفية الرهائن الأوروبيين الخمس المتبقين لديها.