أعرب مربو الإبل عن قلقهم وتذمرهم الشديدين بعد اتخاذ مصالح بلدية الوادي قرارا عاجلا يتمثل في إغلاق السوق الأسبوعية للمواشي مؤقتا على خلفية الخوف من انتشار عدوى الحمى القلاعية المسببة لجنون البقر نتيجة الاشتباه في حالات لم يتأكد من صحتها بالمناطق الرعوية بالولاية. وأوضح نائب منتخب في بلدية الوادي في تصريح له لوسائل الإعلام أن هذا الإجراء تحفظي واحترازي ومؤقت، لتجنيب المواطنين هذه الحمى القلاعية القاتلة لاسيما مع حركة دخول وخروج المواطنين السوافة من وإلى تونس الشقيقة التي سجلت بها حالات حمى قلاعية في المناطق الحدودية الصحراوية المتاخمة لحدودنا بمناطق دائرة الطالب العربي. كما أن هذا الإجراء يأتي خوفا من بروز أي احتكاك للبقر الملقح مع البقر الذي لم يلقح بعد في هذا السوق الأسبوعية التي يقصدها تجار المواشي من مختلف مناطق الوطن. وجاءت هذه التدابير بعدما دق الأطباء البياطرة بولاية الوادي ناقوس الخطر بعد أن تم استهلاك اللقاحات التي وصلت حصة الولاية منها إلى 10 آلاف لقاح وباتت الولاية مهدّدة بظهور الحمى القلاعية القادمة دولة تونس الشقيقة لاسيما في المناطق الفلاحية المتاخمة للشريط الحدودي بالطالب العربي خاصة أن غالبية هذه المناطق بها مناطق رعوية. وتأتي هذه الأنباء مع انقضاء الكميات اللقاح التي وفرتها الوزارة في بداية العملية وهو ما أربك منظمي الحملة التي جند لها كل البياطرة العامين و44 بيطريا خاصا. من جانبه أكد رئيس جمعية البياطرة الخواص بالوادي الطبيب البيطري، عبد الحق مفتاح، أن الوضع خطير لأن عدد الأبقار التي لم يتم تلقيحها في الحملة ويجب توفير اللقاحات من أجل نجاح الحملة التي انطلقت فيها كل المصالح البيطرية حتى لا يصل المرض إلى ارض الوطن حيث تم تلقيح 10 آلاف وما تزال أعداد كبيرة. وأضاف أن الوصاية لها دور كبير في إنجاح العملية من خلال جلب المزيد من الجرعات لتلقيح ما بقي من قطيع في الوقت المحدد من قبل المصالح الفلاحية. الأبقار بولاية الوادي أكثر بكثير من الأرقام المصرح بها من قبل المصالح الفلاحية في السنوات الماضية حيث كان يتوقع تربية حوالي 2000 رأس على مستوى الولاية، الأمر الذي أربك الجميع من بياطرة وهيئات مختصة في ظل إقبال المربين من الحظائر في كل جهات خاصة مناطق الرباح، الرقيبة، المقرن والعقلة. وكانت ولاية الوادي قد اتخذت إجراءات وقائية منذ أسبوعين بعد أن قرر الوالي عدم دخول وخروج أي رأس من البقر إلى الولايات المجاورة إضافة إلى غاية وضع جهاز بالمركز الطالب العربي لتطهير كل السيارات القادمة من القطر التونسي وهو الأمر الذي بدأ تطبيقه مع زيادة الوقاية في الأسواق الأسبوعية واليومية.