تشهد الأنفاق المحفورة في باطن الأرض على المدخل الشرقي لدمشق، على حرب من نوع آخر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تستعمل فيها الأسلحة التقليدية، وتقنيات متعددة منها الإنصات والمكر والتسلل. ويقول مازن وهو ضابط في الجيش السوري برتبة نقيب، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية "نعتمد بالدرجة الأولى على آذاننا. عندما نتمكن من تحديد مصدر الضجيج الناتج عن الحفر المضاد، نحفر في اتجاه الهدف". ويضيف "ثم تحصل المفاجأة: إما نجد المسلحين أمامنا وتقع معركة ومواجهة مباشرة، وإما نسد لهم نفقهم، وإما نستخدمه لصالحنا". ويعد الحي الواقع في شرق العاصمة ويشهد معارك يومية بين طرفي النزاع اللذين يتقاسمان السيطرة عليه، محورا استراتيجيا لقربه من ساحة العباسيين. ويمثل وصول المقاتلين إلى الساحة تهديدا جديا للعاصمة التي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الأسد. ويشرح أحد العسكريين أن المعارك في جوبر تقسم إلى قسمين: أولهما "حرب ناعمة" تدور فوق الأرض وتشمل نشر كل طرف قناصة تابعين له في مبان تبعد عن بعضها أمتارا قليلة أحيانا. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي. لكن "الحرب الفعلية" تدور تحت الأرض. من ناحية أخرى، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مذكراتها أنها كانت تريد تسليح المعارضة في سوريا، منذ بدء النزاع، ولكن الرئيس باراك أوباما كان يعارض ذلك. وسيصدر الكتاب بعنوان "خيارات صعبة" الثلاثاء المقبل في الولاياتالمتحدة، ولكن محطة "سي بي اس نيوز" أعلنت أنها حصلت على نسخة منه. وينتمي ناشر الكتاب سايمون اند شوستر إلى شركة "سي بي اس كوربوريشن". وسينشر الكتاب بعد ذلك باللغة الفرنسية بعنوان "زمن القرارات" عن دار "فايار" الفرنسية الشهيرة يوم الأربعاء. وبالنسبة للنزاع في سوريا قالت كلينتون "من النادر إيجاد الحل المناسب للمشاكل الشائكة. في حال كانت هذه المشاكل شائكة فلأن كل خيار يتم التطرق إليه يبدو أسوأ من الخيار الذي يليه. وهذا ما ظهر في سوريا". كما أكدت أنها منذ بدايات النزاع في سوريا كانت مقتنعة بأن تسليح وتأهيل مقاتلي المعارضة هو أفضل الحلول من أجل التصدي لقوات بشار الأسد. وأضافت أن "التحرك وعدم التحرك يتضمنان كلاهما مخاطر عالية، ولكن الرئيس باراك أوباما كان ميالاً إلى إبقاء الأشياء على حالها وليس الذهاب أبعد من خلال تسليح المعارضة". وأوضحت أنه "لا يحب أي شخص أن يخسر نقاشا وكنت كذلك بالنسبة لهذا الموضوع. ولكن كان قرار الرئيس وأنا احترمت آراءه وقراره". ويغطي الكتاب السنوات الأربع التي أمضتها هيلاري كلينتون على رأس وزارة الخارجية قبل أن تنسحب لمصلحة جون كيري عام 2013. وتتحدث كلينتون في كتابها أيضاً عن الحرب في العراق وعن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا عام 2012 كما عن ضم القرم إلى روسيا. وتعود هيلاري أيضا إلى دعمها عام 2002 قرار غزو العراق، وكانت يومها عضوا في مجلس الشيوخ. حيث قالت "اعتقدت أنني تصرفت بشكل صحيح واتخذت أفضل قرار ممكن مع المعلومات التي كانت بحوزتي، ولكن كنت على خطأ".