سجلت المفوضية السامية لهيئة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وجود 16.7 ملايين لاجئ نهاية 2013، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 جوان من كل سنة، هؤلاء أجبرتهم أعمال العنف والمواجهات على النزوح إلى دول الجوار بحثا عن ظروف أفضل، من بينهم 18 ألف لاجئ مالي منذ أحداث كيدال الأخيرة، توجهوا إلى دول الجوار في مقدمتها الجزائر. عرف عدد اللاجئين في العالم ارتفاعا محسوسا، حيث سجلت الأممالمتحدة 16.7 ملايين لاجئ نهاية 2013 بزيادة قدرت ب1.5 مليون مقارنة ب2012، والسبب يكمن في اندلاع المواجهات والحروب واستمرار أعمال العنف في عدة مناطق من العالم، وينحدر أغلب اللاجئين من أفغانستان، سوريا والصومال، حيث يشكل الصوماليون ما يقارب نصف العدد الإجمالي للاجئين بسبب الأوضاع المزرية وانعدام الغذاء. وكشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، عن أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى 2.5 مليون لاجئ، فيما يبقى الصوماليون يشكلون النسبة الأكبر، إلى جانب اللاجئين الماليين، فيما تبقى الدول النامية الوجهة الأولى لهؤلاء، وتمثل ظاهرة اللاجئين نهاية 2013 سابقة من نوعها بعد الحرب العالمية الثانية. في السياق، كشف مدير العمليات الإنسانية بهيئة الأممالمتحدة، أن أعمال العنف والمواجهات في كيدال لوحدها أدت إلى نزوح آلاف العائلات داخل البلاد وكذا لجوء بعضها إلى دول الجوار في مقدمتها الجزائر، حيث قدر العدد حسب ذات الهيئة ب 135 ألف لاجئ مالي، من بين 18 ألف نازح ولاجئ منذ أحداث كيدال الأخيرة، فيما نزح 151 ألف شخص داخل الأراضي المالية نحو المدن التي شهدت هدوء نوعيا. وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الأرقام انخفضت مقارنة بأكبر أزمة عرفتها مالي في جوان 2013، أين سجل عدد رهيب للاجئين الماليين الذين توجهوا إلى دول مجاورة كالجزائر هروبا من الحرب الدائرة بين الجيش الفرنسي والتنظيمات المسلحة التي كانت تسيطر على الشمال، عاد عدد قليل منهم إلى مالي، فيما لا تزال الأغلبية في مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة. المواجهات التي عرفتها كيدال التي تبعد عن باماكو ب 1500 كلم، منتصف شهر ماي بين الجيش المالي والجماعات المسلحة، زادت من تأزم الوضع، حيث أشارت الأممالمتحدة إلى أنه في حال لم توفّق الجزائر في لمّ شمل الماليين عن طريق وساطتها في الحوار بين حكومة باماكو والمسلحين الماليين، فإن الأوضاع الإنسانية ستعرف تأزما كبيرا وقد تصل إلى حد "الكارثة".