دعا الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جمال بن عبد السلام، السلطة إلى إعلان ما وصفها بحالة ''الطوارئ'' و''الاستنفار العام'' لإنقاذ الدولة من ''سرطان الفساد''، معربا عن أسفه من حجم انتشار هذه الظاهرة داخل مؤسسات الدولة. وتساءل بن عبد السلام، في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاحه أشغال الملتقى الوطني الثاني للحركة تحت عنوان ''الحركة الإسلامية ورهانات الأمة''، في حضور شخصيات سياسية وإسلامية وطنية وعربية، عن دور السلطة في الجزائر بجميع مؤسساتها وأجهزتها لتوقيف هذا السرطان على حد تعبيره، معلقا بالقول ''إن السلطة إما عجزت عن محاربة الفساد أو أن بعض المحسوبين عليها غارقون فيه''، رغم أن الدولة تملك بحسبه الآليات الرقابية والقانونية التي تمكنها من وضع حد لهذا الوباء القاتل الذي ينخر أجهزة ومؤسسات الدولة. وعاد أمين عام الإصلاح الوطني ليؤكد أن حركته ''تدعو بصوت عال الجميع من اجل مبادرة سياسية تسمح للجزائر بمواصلة مسيرتها الديمقراطية التي تعثرت ذات يوم ولم تذهب إلى مداها المطلوب'' وفضل بن عبد السلام عدم توضيح الأمر في هذا السياق، مضيفا أن الحركة تشدد على أهمية ''التصدي لهذه المافيا السياسية المالية''، بعدما دعا الوطنيين المخلصين والغيورين على الجزائر ليهبوا ل ''نجدة الجزائر''. ولم يفوت المتحدث الفرصة للحديث عن قانون تجريم الاستعمار الذي لم يتحدد بعد مصيره، خاصة أن بعض المراقبين يتحدثون عن إصرار بعض الأطراف على ''قبر المشروع'' نهائيا، بعدما أبدى تأسفه للاتجاه الذي أريد لهذا المقترح أن يسلكه، قائلا ''لقد أبلغنا أن الحكومة قد أبلغت مكتب المجلس الشعبي الوطني برفضها هذا المشروع''، وتمنى بن عبد السلام أن ''يكون ذلك غير صحيحا ومن لغو الصيف''، مضيفا أنه في حال كان العكس '' فما علينا إلا أن نكبر على الحكومة والبرلمان أربعا''. وفي سياق حديثه عن الإباحية والانحلال الاجتماعي والتفسخ والجريمة المنظمة والآفات الاجتماعية، التي تفشت داخل المجتمع الجزائري، دعا بن عبد السلام الحكومة إلى إعادة نظرتها وسياستها التي ''ثبت عجزها عن مواجهة هذه المخاطر''، وأن السبيل لمعالجة الأمور هي الإسراع ل ''فتح المجال للدعاة العاملين الصادقين لتوعية الناس وتربيتهم''. وعلى الصعيد الخارجي، جددت حركة الإصلاح الوطني دهمها اللامشروط للشعب الفلسطيني، كما نددت بالمناورات الخطيرة التي تستهدف المقاومة في فلسطين ولبنان، مستنكرة التعنت الغربي الأوروبي التي يستهدف إيران. وعن ملتقى الإصلاح الثاني، الذي يختتم مساء اليوم، الذي يحمل اسم ''مولود قاسم نايت بلقاسم''، جدد بن عبد السلام التأكيد على عزم الحركة إخراج ''هؤلاء الكبار من دائرة النسيان والنكران التي مورست عليهم واستبدلوا بثقافة هز البطون والأرداف''. هذا، وتميز اليوم الأول من الملتقى بإلقاء محاضرات عن الأممية الإسلامية الواقع والرهان، قدمها جهيد يونسي، إضافة إلى محاضرة الأستاذ ربيع حمو من جماعة العدل والإحسان المغربية والتي تناولت ''الحركة الإسلامية ومسألة المشروع المجتمعي''، في حين سيتم اليوم إلقاء عدد من المحاضرات ذات الصلة بموضوع الملتقى.