أبدى العديد من مناصري المنتخب الوطني لكرة القدم، الذين وصلوا أول أمس على الساعة الرابعة مساء، إلى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة، استياءهم من مختلف الظروف الصعبة التي واجهتهم خلال تنقلهم إلى مختلف المدن البرازيلية لمؤازرة "محاربي الصحراء" في منافسة كأس العالم الجارية وقائعها حاليا بالبرازيل، والتي من المقرر أن تختتم في ال13 من الشهر. هذا، ووصل آخر وفد من الأنصار الجزائريين، المتكون من 260 شخصا قادمين من مدينة ساو باولو البرازيلية إلى المطار الدولي هواري بومدين الأحد الفارط، حيث كان في استقبالهم كل من وزير النقل عمار غول، والدكتور محمد تهمي وزير الرياضة، بالإضافة إلى حميد ڤرين وزير الإتصال. "الأنصار يتهمون الوكالة بالتقصير في مهمتها اتجاههم" كشف الأنصار القادمين من البرازيل، أن خدمات وكالة السياحة والأسفار لم تكن في مستوى الأموال التي دفعوها لها، حسب الصيغ الثلاث المتفق عليها هنا في الجزائر قبل الذهاب إلى البرازيل (350 ألف دج، 450 ألف دج، 750 ألف دج)، حيث ذكر هؤلاء الأنصار أنه عانوا الويلات هناك جراء بعض النقائص التي واجهتهم خصوصا بعد وصولهم للبرازيل في المرة الأولى، أين وجد حوالي 250 مناصر أنفسهم يبيتون في العراء، رغم أنهم استوفوا كل الشروط التي اقترحتها الوكالة وإلتزموا بكل الأمور التي من شأنها أن تحفظ كرامتهم في بلاد السامبا، حيث صرح أحد الأنصار، قائلا ل"وأج": "اضطررنا للانتظار في الفنادق لمدة أربع ساعات من أجل إيجاد غرف لأن العديد من أسماء المناصرين لم تكن موجودة لدى إدارة الفنادق التي من المفروض أن يكونوا قد حجزوا بها، وهو الأمر الذي جعل البعض منا تائها ولا يدري ماذا يفعل". هذا وقد استفاد ألف مناصر من ثلاث صيغ مقترحة من قبل وكالة السياحة والأسفار للتنقل إلى بلاد "السامبا"، ليشكلوا اللاعب رقم 12 لمؤازرة المنتخب الوطني الجزائري خلال المباريات الثلاث التي لعبها "محاربو الصحراء" في الدور الأول من المونديال، فيما تحملت الدولة الجزائرية على عاتقها تكاليف مبيت الأنصار بعد نجاح رفقاء بوقرة في الوصول إلى الدور الثمن النهائي من المنافسة. طاهر صحري: "التكفل بألفي مناصر ليس بالأمر السهل" من جهته، صرح مدير عام وكالة السياحة والأسفار، طاهر صحري، أن مهمة المؤطرين المرافقين لأنصار المنتخب الوطني كانت صعبة، خصوصا في ظل العدد الكبير من المناصرين، لكنه حاول التقليل من هذه المشاكل، معلقا في هذا الشأن: "التكفل بألفي مناصر ليس أمرا سهلا، صحيح هناك بعض الثغرات، لكن الأمور مرت على ما يرام لأننا لم ندّخر أي جهد من أجل أن يقضي الأنصار أحسن الأيام بالبرازيل وفي ظروف جيدة". وحول انتظار الأنصار من أجل الدخول إلى الغرف، قال صحري: "أغلبية المناصرين وصلوا على الساعة الثامنة صباحا بتوقيت البرازيل ولا توجد غرف فارغة في هذا التوقيت بالفنادق، وهو ما جعلهم يواجهون ذلك الظرف الصعب". في سياق آخر، يتعلق بمسألة التذاكر، حيث اشتكى البعض الآخر من المناصرين من تأخر الحصول على تذاكر لقاء ألمانيا ضد المنتخب الوطني لحساب الدور الثمن النهائي: "لم نتحصل على التذاكر إلى غاية صعودنا إلى الحافلة التي كانت ستقلنا إلى مدينة بورتو أليغري، وكان على الوكالة أن تتكفل بذلك من ذي قبل لأننا كدنا نضيع اللقاء"، على حد قول أحد الأنصار، فأجاب طاهر صحري، قائلا: "لم نتمكن من الحصول على تذاكر لقاء الجزائر أمام ألمانيا سوى عشية المقابلة ووزعنا 98 بالمائة منها مباشرة بعد ذلك عليهم أما البقية فقد تحصلوا عليها في الحافلة". ويرى صحري أن التنقل إلى البرازيل "مر في ظروف جيدة" باستثناء بعض النقائص، مضيفا: "السلطات العمومية وضعت كل الوسائل كي يستفيد الفريق الوطني من الدعم الكبير للأنصار في مباريات المونديال بالبرازيل، الفريق أدى مهمته على أكمل وجه وهو الحال نفسه للوكالة التي لم تدخر أي جهد من أجل توفير مختلف وسائل الراحة للأنصار".