وصل الوفد الفلسطيني إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة، وينتظر أن يصل وفد أميركي خلال ساعات، ويأتي ذلك مع إعلان إسرائيل عدم إرسالها وفدا إلى القاهرة للمشاركة بالمفاوضات. وسيباشر الوفد فور استكمال الحضور اللقاءات والاجتماعات في ما بينهم بحث الموقف الفلسطيني من وقف إطلاق النار والتهدئة، ثم ستكون هناك لقاءات مع القيادة المصرية. ويضم الوفد -الذي يرأسه عزام الأحمد- كلا من رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج-من حركة التحرير الفلسطينية "فتح"، وأمين عام حزب الشعب بسام الصالحي، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس أبو ليلى. وبالنسبة إلى أعضاء الوفد من قطاع غزة -وهم كل من عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"عماد العلمي، وعضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، والقيادي في حركة حماس خليل الحية- فهم لن يتمكنوا من الالتحاق والمشاركة بسبب الأوضاع الأمنية في القطاع. وكانت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد قرر عدم إرسال وفد إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وسرب عبر الصحف العبرية عن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قوله "لا داعي لحضور وفدنا.. السيسي سيقوم بكل شيء". وقد اعتبرت حركة "حماس" الفلسطينية أن قرار الحكومة الإسرائيلية بعدم إرسال وفد إلى القاهرة للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة يمثل "استخفافا بالجهود الدولية والعربية وإمعانا بالإجرام ضد شعبنا". من ناحية أخرى، ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أمس، إلى 46 شهيدا، بينهم تسعة من عائلة واحدة وعشرة في قصف استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تأوي نازحين في رفح جنوبي القطاع، بينما أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال أن الجيش الإسرائيلي بدأ بسحب بعض قواته من غزة وإعادة نشر أخرى. وتعرضت المدرسة للقصف رغم اعتقاد النازحين إليها أنها مكان آمن، ولفت إلى أن ما حدث أمس، في رفح تكرار لقصف مدارس الأونروا في جباليا وبيت لاهيا رغم التنديد الدولي. وأوضحت تقارير أن ما يحدث في رفح يشير إلى أن الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة، حيث يكثّف القصف الذي أدى إلى استشهاد عائلات بأكملها، لافتة إلى أن الغارات المتواصلة تجعل الوضع أكثر تأزما على جميع النواحي. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أشرف القدرة في وقت سابق "حتى اللحظة وصل سبعة شهداء وأكثر من ثلاثين إصابة إلى المستشفى الكويتي برفح بعد قصف صهيوني غادر لمدرسة ذكور رفح الإعدادية التابعة للأونروا والتي فيها مئات النازحين برفح". وكانت رفح قد تعرضت منذ صباح أول أمس، لقصف جوي ومدفعي مكثف تسبب في استشهاد أكثر من مائة شخص -بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء- وتدمير كبير في البنية التحتية. كما استهدف القصف الإسرائيلي مركز برج الظافر بأكثر من عشرة قذائف قرب مكتب الجزيرة وسط غزة، فضلا عن مناطق عدة شرق القطاع وشماله وجنوبه. وتشير المعلومات الأخيرة إلى أنه عقب قصف مدرسة الأونروا، ارتفع إلى 46 عدد الشهداء خلال ساعات صباح اليوم. وبهذه الحصيلة الجديدة يرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 1760 بينهم نحو أربعمائة طفل، في حين بلغ عدد الجرحى نحو 9200 جريح. ويأتي ذلك في ظل عجز كبير تعاني منه المستشفيات في الطواقم الطبية والمواد الإسعافية اللازمة لمساعدة المصابين.