جددت سلطات الاحتلال، محاولة خداع الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، بالإعلان عن أنها قررت "هدنة إنسانية" في قطاع غزة لمدة 7 ساعات، اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً، بالتوقيت المحلي، لتكون أول من يخرقها وتسارع لاتهام المقاومة. ورفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تلك الهدنة، معتبرة أنها "تهدف لصرف الأنظار عن المجازر". وأصدر جيش الاحتلال بياناً قال فيه إنه "سيتم وقف إطلاق النار بين الساعة 7.00 والساعة 14.00" بالتوقيت العالمي، في كل مناطق القطاع، باستثناء المنطقة الواقعة شرق مدينة رفح بجنوب القطاع، "حيث تستمر المواجهات ولا يزال هناك انتشار عسكري إسرائيلي". وحذّر مسؤول العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الجنرال يوآف موردخاي، في البيان، من أنه "في حال انتهاك التهدئة، فإن الجيش سيرد بإطلاق النار على مصادر النيران الفلسطينية". وجاء الرد على المناورة الإسرائيلية سريعاً، إذ رفضت حركة "حماس" الهدنة، وقال المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، في بيان، إن "التهدئة المعلنة إسرائيلياً في غزة هي من طرف واحد، وتهدف لصرف الأنظار عن المجازر، ونحن لا نثق بها". وكانت حكومة الاحتلال قد اتّبعت استراتيجية إعلان "الهدن المزيفة" منذ بدء العدوان، قبل نحو أربعة أسابيع، للتمويه على فشلها العسكري المتمادي في فرض شروطها على المقاومة وأهالي القطاع، وللتهرّب من الضغوط التي تشكلها ردود الأفعال الدولية، خصوصا الشعبية منها، جراء المجازر الوحشية التي ترتكبها في غزة. ميدانيا، سقط أمس، 25 شهيداً في غارات إسرائيلية ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الثامن من جويلية إلى 1997 شهيداً. وشهدت منطقة شرق رفح دماراً واسعاً حيث انتُشلت جثتين لطفلين وثالثة لسيدة كانت قد تُركت في مكانها لمدة أربعة أيام حتى تحللت. وعاد أهالي الحي إليه للوقوف على حجم الدمار الذي تعرضت له منازلهم وذلك على الرغم من أن إسرائيل استثنت هذه المنطقة من الهدنة التي أعلنتها من جانب واحد. وكانت طفلة قد استُشهدت أمس، وجُرح 36 شخصاً آخرين في قصف لطائرة حربية إسرائيلية من طراز إف16 لأحد المنازل في مخيم الشاطئ بقطاع غزة. وجاء القصف بُعَيْدَ إعلان تل أبيب من جانب واحد وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة لمدة سبع ساعات، لكن حركة المقاومة الإسلامية سرعان ما اتهمت إسرائيل بخرق الهدنة. كما جاء بعد انتقاد حاد غير معتاد من واشنطن لقصف إسرائيلي آخر أمس الأحد على مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التابعة للأمم المتحدة في رفح وأسفر عن استشهاد عشرة أشخاص. من ناحية أخرى، اقترح وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، أن "تنظر إسرائيل والسلطة الفلسطينية في نقل السيطرة على قطاع غزة إلى الأممالمتحدة". ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على موقعها الالكتروني عن ليبرمان، قوله "الجميع يسأل ماذا سيحدث بعد انتهاء العملية؟ لنفترض أن إسرائيل هزمت حماس، فإن هناك عددا قليل من الخيارات. وبالتأكيد فإن مسألة السيطرة الدولية على غزة، من قبل الأممالمتحدة، يجب أخذها بعين الاعتبار". ووفقا للصحيفة، أشار الوزير الإسرائيلي إلى "الانتداب البريطاني على فلسطين، وانتداب الأممالمتحدة على تيمور الشرقية وكوسوفو كمثال".