أطلقت وحدات الجيش عبر ولايات الجنوب عمليات تمشيط للممرات الصحراوية في المناطق الجنوبية، بحثا عن آثار لسيارات دفع رباعي أو مخابئ يستغلها الإرهابيون في عمليات التنقل عبر الصحراء. ويشارك في العملية آلاف الجنود ومئات الآليات وعشرات الطائرات المروحية. وأفاد مصدر أمني رفيع بأن عملية التمشيط التي بدأت منذ يوم الجمعة وتتواصل على مراحل، لا صلة لها بالعملية الإرهابية التي وقعت في مدينة ورفلة. وتأتي عمليات التمشيط العسكرية التي تتواصل ل3 أسابيع، لإجهاض أي عملية إرهابية خلال شهر جويلية، ثم في شهر رمضان. وتحسبا لهذه العملية نقلت قيادة الجيش، العشرات من الآليات ومعدات القتال، وذلك قصد تمشيط مئات الكيلومترات من الطرق السرية والمسالك الصحراوية التي تستغلها الجماعات الإرهابية، وذلك على خلفية تحذير نشرات أمنية من وقوع عمليات إرهابية خلال شهر رمضان القادم، حيث يمكن للإرهابيين استغلال الحرارة الشديدة وشهر الصيام في التنقل عبر الصحراء من أجل تنفيذ عمليات مباغتة ضد الجيش والدرك. ونقلت وزارة الدفاع عددا إضافيا من الجنود إلى الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر للتصدي لمحاولات التهريب المتزايدة، ولتغطية العجز الذي تفرضه الحرارة الشديدة في الحدود مترامية الأطراف. وأسرت مصادر مطلعة بأن لجنة أمنية عليا ضمت ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، قد اجتمعت في شهر جوان الماضي بناء على إخبارية أمنية سرية تحذر من أن عصابات التهريب والجماعات الإرهابية ستستغل ارتفاع درجة الحرارة خاصة في محور عين فزام وبرج باجي المختار وواد تافسست الذي يفصل بين الجزائر والنيجر، وفي منطقة أكباو في الحدود الجزائرية-الليبية، من أجل زيادة حجم عمليات التهريب والعمليات الإرهابية كالتي حدثت في منطقة تينزاواتين قبل عام تقريبا. وتشير مصادرنا إلى أن اتساع الصحراء وارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق خمسين درجة مئوية في بعض المواقع بأقصى الجنوب، دفع وزارتي الداخلية والدفاع لإعداد مخطط أمني جديد لفرض القانون على الحدود الجنوبية. وتتضمن الإجراءات الجديدة التي تقرر تنفيذها، زيادة عدد ساعات الراحة للعسكريين وعناصر الدرك في شهر جويلية وأوت الذي يصادف هذه السنة الشهر الفضيل، عن طريق رفع أعداد العسكريين العاملين في المناطق الحدودية. ولهذا الغرض أوفدت هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي وقيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني ومديرية الجمارك قادة ومسؤولين كبار للإشراف على انطلاق المخطط الأمني الجديد، حيث تفقد ضباط من أركان الجيش ومسؤولون في فروع الإمداد والتموين والنقل والمعتمدية مواقع عمل العسكريين في أقصى الجنوب.