سجلت مؤسسة طب العيون "بلزرق" بوهران منذ بداية شهر جوان الماضي أكثر من 482 حالة إصابة مؤكدة بالرمد الحبيبي راح ضحيته أشخاص من الجنسين ومن مختلف الأعمار. وهي الحصيلة التي اعتبرها أطباء المؤسسة الاستشفائية مقلقة في ظل ارتقاب ارتفاعها أكثر خلال الأيام والأسابيع الجارية بسبب التوافد المعتبر للأشخاص والعائلات للشواطئ ما قد يؤدي إلى تسجيل المزيد من الإصابات التي لم يقتصر على الأفراد فحسب تجاوزت ذلك إلى أسر بأسرها. وأبدت مصالح الصحة المدرسية استياءها من الداء الذي لا يزال يهدد صحة التلاميذ في الوقت الذي هددت فيه هذه الأخيرة بعزل المتمدرسين الحاملين للفيروس ومنعهم من دخول الأقسام خلال الدخول المدرسي القادم للسنة 2014 و2015 إلا بعد تماثلهم للشفاء. وأضافت المصادر الطبية الموردة للخبر أن الحصيلة المسجلة على مستوى مؤسسة طب الأطفال "بلزرق" لا تمثل سوى عينة صغيرة من نسبة كبيرة من الإصابات، على أساس أن غالبية الإصابات لا يتم التصريح بها، في ظل لجوء المصابين بها إلى اقتناء أدوية ومراهم مباشرة من الصيدليات، فيما يعمد البعض الآخر إلى الاستعانة بخدمات القطاع الخاص بمجرد ملاحظتهم لأعراض الداء المتمثلة في احمرارالعينين والدمع المتواصل وضعف البصر وآلام على مستوى الرأس والإرهاق المقترن أحيانا بارتفاع درجات حرارة الجسم وضعف الشهية، الأمر الذي صعب مهمة المصالح الوصية لضبط الحصيلة الحقيقية للإصابات المؤكدة، علما أن هذه الأخيرة لا تخص فقط السكان المقيمين بالولاية إثر تسجيل العشرات من الإصابات لدى المصطافين المتوافدين من الولايات الأخرى إلى جانب مغتربين مقيمين بالخارج. فيما حذرت مديرية الصحة من تهاون حاملي الفيروس مشددة على ضرورة الامتثال للعلاج خلال المراحل الأولى لظهور أعراضه قبل تأثيره أكثر على الصحة وللحيلولة دون انتقاله للآخرين وذلك من خلال شن حملات توعوية وسط الأشخاص والقاصدين للشواطئ مسموحة السباحة لتعريف المواطنين بطبيعة الداء ومخاطره وكيفيات محاربته. وهو ما جعل مصالح مديرية الصحة تدق ناقوس الخطر جراء الانتشار المقلق لداء الرمد الحبيبي المصيب للعيون الذي اتخذ من شواطئ الولاية مسرحا مفضلا لانتقاله من مصطاف إلى آخر في ظل توفر الظروف المساعدة على ذلك والمتمثلة أساسا في عاملي الرطوبة والاحتكاك المباشر للمصطافين القاصدين للشواطئ ناهيك عن ارتفاع درجات الملوحة بمياه البحر التي تعتبر من أكثر العوامل تدعيما لنشاط الفيروس الخطير الذي أخلط أوراق مسؤولي القطاع بعاصمة الغرب الجزائري.