وصفت صحيفة بريطانية الكارثة الطبيعية والإنسانية التي خلّفتها فيضانات باكستان بأنها وصلت حداً يصعب على الكثيرين فهمه وإدراكه. وأشادت صحيفة ''ذي إندبندنت أون صنداي'' في افتتاحيتها اليوم بالدعم الذي قدمته الحكومة البريطانية لمنكوبي الفيضانات، قائلة إن تجاوبها جاء فورياً بعد أن تعهدت بتقديم عشرة ملايين جنيه إسترليني (8.15 مليون دولار أمريكي) في شكل مساعدات طارئة. واعتبرت الصحيفة تلك المساعدات بمثابة إظهار حسن النية، مما ساهم في ''ترميم العلاقة'' بين البلدين التي توترت إثر تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بشأن تعامل بعض النخب السياسية في باكستان مع قضية الإرهاب. على أن الصحيفة التي تنتمي إلى تيار اليسار في بريطانيا سخرت من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري لإيثاره المضي قدما في رحلته الخارجية بينما ''يكابد شعبه المعاناة ويواجه الموت''. وقالت في ذلك ''لعل مما يبعث على الأسى أن يحضر زعيم ديمقراطي لقاءات جماهيرية لأنصار حزبه في بريطانيا في وقت تنشغل فيه بلاده بحصر أعداد من فقدوا حياتهم''. وأضافت قائلة إن ابن الرئيس بلاول كان حصيفاً حينما آثر عدم حضور تلك اللقاءات، ذلك أن رؤية رئيس الجمهورية وهو يعمل على الترويج علناً لطموح عائلته في مثل هذا الوقت يعتبر من قبيل ''الانتحار السياسي''. وبالنسبة لزرداري، فإن تلك المساعدات البريطانية لباكستان تتيح له سانحة لحد ما لتبرير غيابه في الخارج وبلاده تغمرها فيضانات ''تاريخية''. غير أن ما يوقع النفور والاشمئزاز في نفوس الباكستانيين والبريطانيين على حد سواء بحسب الصحيفة هو أن زرداري آثر الاستمرار في رحلته الخارجية وشعبه يعاني ويموت داخل بلاده. وقالت الصحيفة إنه إذا كان الجيش الباكستاني تحت قيادة الجنرال أشفق كياني قادرا على الوصول فعلياً إلى مناطق في البلاد تعجز السلطات المدنية عن تقديم يد العون لها، فذلك أفضل من أن تقوم به ''منظمات إسلامية متطرفة تستغل المعونات وسيلة لنشر فكرها السام''.ومع ذلك فإن الصحيفة تقر بأن المعونات قضية سياسية ومثيرة للخلاف بامتياز.