سلال يتحادث هاتفيا مع الرئيس فرانسوا هولاند كشف مصدر فرنسي ل«البلاد"، أن خبر اختطاف الرعية الفرنسي في ولاية تيزي وزو، نزل كالصاعقة على السلطات الفرنسية، هذه الأخيرة التي قال إنها حرصت دائما على تحذير رعاياها من التنقل في الجزائر دون "رقابة"، في إشارة إلى غياب الأمن في عدة مناطق، وأوضح أنها لم تكن تعلم بوجوده في المنطقة، كما استنكر تلميحات بعض وسائل الإعلام التي شككت في هوية المختطف، وأهدافه الحقيقية من وراء زيارته إلى الجزائر، مؤكدا أن المعلومات المتوفرة إلى غاية الآن تؤكد أنه رياضي ومتسلق جبال، وجاء بدعوة من الجزائر. طرحت حادثة اختطاف الرعية الفرنسي المدعو "كوردال هيفري بيار"، والبالغ من العمر 55 عاما، علامات استفهام واسعة، حول توقيت العملية وأهدافها، وحتى الجهة التي تبنّتها، خصوصا وأن الجزائر لا تزال تحقق لمعرفة حقيقة التنظيم الإرهابي الجديد الذي أعلن ولاءه ل«داعش" وأطلق على نفسه اسم "جند الخلافة في الجزائر"، ولم تؤكد رسميا بعد وجوده على أراضيها، إلى جانب مؤشرات أخرى عديدة، تثير تساؤلات وتطرح نظريات مختلفة، فحتى السلطات الفرنسية أبدت استغرابا من وجود مواطنها في منطقة شهدت اضطرابات أمنية وتعرف بوعورة جبالها، قام على إثرها الجيش الجزائري بعمليات تمشيط واسعة للقضاء على بقايا الإرهابيين المتحصنين في الجبال، حيث كان المثلث الذي يربط ولايات تيزي وزو، البويرة وبومرداس تحت مجهر قوات الأمن طيلة الفترة الماضية، كما أن حدوث الاختطاف 24 ساعة فقط من حلول المختطف في الجزائر، واختطافه في هذا الوقت بالذات، أثار علامات استفهام لدى الخبراء الأمنيين وجعلهم يطرحون إشكاليات مختلفة. وكان تنظيم ما يسمى "جند الخلافة في الجزائر"، قد بث شريط فيديو تبنى فيه عملية الاختطاف، وظهر فيه الرهينة وهو يطالب الرئيس الفرنسي بإنقاذه من الجماعة قائلا: "أنا في أيدي جند الخلافة وهي جماعة جزائرية مسلحة، هذه الجماعة المسلحة تطلب مني أن أطلب منك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ألا يتدخل في العراق" وأضاف "إنهم يحتجزونني رهينة وأنا أطلب منك أيها السيد الرئيس أن تفعل كل شيء لتخلصني من هذا الوضع السيئ وأشكركم". وظهر في الشريط ذاته، عنصران من التنظيم ملثمين أكد أحدهما "نحن جند الخلافة في أرض الجزائر امتثالا لأمر أميرنا خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، نمهل هولاند رئيس الدولة الفرنسية المجرمة 24 ساعة من إصدار هذا البيان، للكف عن عدوانه على دولة الإسلام وإلا سيكون مصير رعيته "الذبح". كما هدد التنظيم بتنفيذ عمليات مماثلة في المستقبل قائلا: "القادم أدهى وأمر"، في وقت أكدت فيه السلطات الفرنسية أنها لن ترضخ لأي تهديدات إرهابية. وفي السياق، أكد بيان صادر عن السفارة الفرنسية تلقت "البلاد" نسخة منه، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أجرى محادثات مع الوزير الأول عبد المالك سلال لبحث تطورات عملية الاختطاف، وكشف عن وجود تنسيق أمني بين الجانبين، لتحديد مكان الرعية وتحريره من أيدي الجماعة الإرهابية. وكانت الجزائر قد أكدت خبر اختطاف رعية فرنسية ليلة الأحد الماضي بمنطقة أقبيل بولاية تيزي وزو، وأن "قوات الأمن باشرت عملية تمشيط واسعة بالمنطقة وأن البحث لا يزال جاريا". وأضاف بيان صادر عن وزارة الداخلية، أنه "ليلة 21 سبتمبر 2014 قام أفراد بتوقيف سيارة بالقرب من قرية آيت وابان في بلدة أقبيل ولاية تيزي وزو كان على متنها مجموعة من الجزائريين رفقة الرعية الفرنسي المسمى كوردال هيفري بيار، البالغ من العمر 55 عاما"، وهو مرشد تسلق جبال مقيم منذ قدومه إلى الجزائر بشاليه كائن بالقرب من مركب تيكجدة في ولاية البويرة.