أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم الإرهابي المسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في تسجيل صوتي جديد، تمدّد تنظيمه إلى الجزائر وليبيا وبلاد الحرمين واليمن ومصر. وهدد بشن سلسلة اعتداءات في تلك البلدان دون أن يأتي على ذكر مجموعات المتطرفين الذين سبق أن أعلنت ولاءها ل«داعش". وقال البغدادي بصيغة العموم إنه يقبل بيعة من بايعه في الجزائر، دون الإشارة إلى "جند الخلافة" الذين بايعوه قبل شهور وأقدموا على اختطاف وإعدام متسلق الجبال الفرنسي بيار إيرفي غوردال في غابات تيزي وزو. وتشتغل مصالح الأمن الجزائرية على فحص مضمون التسجيل الصوتي الذي بثه التنظيم على منتديات المواقع الجهادية بعد أيام من الغموض حول مصيره إثر تنفيذ التحالف الدولي ضربات جوية استهدفت قادة للتنظيم في شمال العراق. ولم يأت شريط الفيديو ومدته 17 دقيقة، على ذكر الغارات التي أعلنت واشنطن أن طائرات التحالف نفذتها مساء الجمعة الماضية قرب مدينة الموصل، إلا أن البغدادي ذكر في التسجيل أحداثا وقعت في الأيام الماضية، منها إعلان عدد من المجموعات الإرهابية بيعتها للتنظيم. وفي التسجيل الذي حمل عنوان "ولو كره الكافرون" وبثه أحد المواقع المحسوبة على التيار "السلفي الجهادي"، مساء اليوم الخميس المنقضي، قال البغدادي: "نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة، إلى بلاد الحرمين (السعودية) واليمن ومصر وليبيا والجزائر، ونعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان، وإلغاء اسم الجماعات فيها، وإعلان ولايات جديدة للدولة الإسلامية وتعيين ولاة عليها، وكما نعلن قبول بيعة من بايعنا من الجماعات والأفراد في جميع تلك الولايات المذكورة وغيرها، ونطلب من كل فرد اللحاق بأقرب ولاية إليه، وعليه السمع والطاعة لواليها المكلف من قبلنا". وقال البغدادي، حسب المصدر "على المؤمنين أن يعلموا أن الجهاد أفضل الأعمال إلى الله، وجنودنا يقاتلون طاعة لله وقربا له سبحانه وتعالى، وإنهم منصورون ولو بقى منهم رجل واحد ولن يتركوا القتال، ورغم الحملة الصليبية الشرسة ضد جنودنا إلا أنها لم تزد جنودنا إلا تمسكا بمنهجهم والثبات والإصرار". ووجه البغدادي حديثه إلى أنصاره فى الجزائر وليبيا والمغرب قائلا "لا خير فيكم إن أسلمتم البلاد لبنى علمان وفيكم عين تطرف ولا خير فيكم إن آمنوا وهنئوا وفيكم عرق ينبض"، داعيا من وصفهم بجنوده إلى إشعال الأرض نارا قائلا: فجروا براكين الجهاد فى كل مكان وامضوا وأنتم الأعزة والأعلون وأنتم المنصورون إن شاء الله". وتابع البغدادي: "الحملة من أفشل الحملات وأخيبها، وأمريكا وعملاؤها يخافون من عودة الخلافة الإسلامية وعودة المسلمين، فهذه الحملة ما هى إلا مسرحية إعلامية، فهم عاجزون عن إرسال قوات برية لنزال المجاهدين، فهم عجزوا عن حربنا بالوكالة وعما قريب سيضطرون للنزول على الأرض وإرسال قواتهم إلى حتفها ودمارها بإذن الله، ولن تصمد جنودهم فى وجه جنود الدولة الإسلامية فاطمئنوا أيها المسلمون وأبشروا، فزحفنا مستمر ولا تصدقوا الإعلام الكاذب وادعاءاتهم اطمئنوا فإن دولتكم بخير وستظل تمتد ولو كره الكافرون". وشن زعيم التنظيم، هجوما على المملكة العربية السعودية وقاداتها، داعيا أنصاره فى المملكة إلى قتال القيادات الوطنية وجنود الجيش الوطنى السعودى. ووصف "البغدادى" جماعة الحوثيين فى اليمن بالكفار، داعيا إلى قتالهم وقتال كل من دعمهم. وكانت أنباء قد ترددت عن إصابة "البغدادي" بجروح، خلال غارة شنتها طائرات التحالف الدولي في الثامن من الشهر الجاري على إحدى مناطق محافظة الأنبار، غربي العراق.