بدأ الجيش المصري أكبر حملة عسكرية له في شبه جزيرة سيناء منذ سنوات، بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية. وتستهدف العملية العناصر والتنظيمات المتطرفة في مدن شمال سيناء، والتي تقف وراء عدد من العمليات التي أودت بحياة عناصر من قوات الأمن المصرية. كما سترتكز العمليات على تكثيف الضربات الجوية لمواقع المتشددين، وعمليات دهم واقتحام، خاصة في المناطق الحدودية التي تم إخلاؤها من السكان في رفح والشيخ زويد، كذلك سيمتد نشاط الجيش ليشمل أيضاً وسط سيناء. وتتشارك وحدات من الصاعقة والقوات الخاصة في العملية للمرة الأولى منذ عام 1973، بحسب مصادر أمنية. ويتزامن ذلك مع إحباط محاولة لتفجير عدد من العربات للجيش المصري عبر عبوات متفجرة، فيما نجحت عناصر متطرفة في تفجير منزل يعود لشخص يتهمه المتطرفون بمساعدة أجهزة الأمن. ودفعت الأوضاع الأمنية المتردية السلطات المصرية لاتخاذ تدابير أمنية وفرض إجراءات مشددة، فالتهديدات التي تبثها التنظيمات الإرهابية دفعت السلطات إلى تعليق الدراسة في مدينتي رفح والشيخ زويد التي تعد أكثر المناطق نشاطاً للجماعات المتطرفة. ويأتي هذا في وقت أتمت فيه السلطات المصرية إخلاء السكان من المناطق الحدودية، التي تقع ضمن نطاق 500 متر، وهدمت جميع المنازل في تلك المنطقة، التي يبلغ عددها أكثر من 800 منزل. من ناحية أخرى، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده تنخرط في محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي، ونفى في مقابلة مع قناة تلفزيونية فرنسية تدخل بلاده في الشأن الليبي. وأضاف السيسي في حديث لقناة "فرانس 24" أن التفكير في إقامة المنطقة العازلة في شبه جزيرة سيناء بدأ قبل أكثر من عام، مشيرا إلى أن الإجراءات الأمنية الحالية هناك هدفها تأكيدُ السيادة المصرية وضمانُ ألا تكون أرضُ مصر قاعدة خلفية لتهديد جيرانها أو منطقة خلفية لهجمات ضد إسرائيل. وأقر بعدم تمكن السلطات في سيناء من وقف حركة وأنشطة المتطرفين، مشيدا بما اعتبره "تفهما" للسكان الذين هدمت منازلهم لأجل تحديد منطقة عازلة.