واشنطن تعول على مبادرة الجزائر حول ليبيا لمواجهة تمدد خلايا البغدادي باشرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تحقيقات معمقة حول هيكلة الجماعات الإرهابية التي أعلنت ولاءها لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" لزعيمه أبوبكر البغدادي في منطقة المغرب العربي. وشرعت الولاياتالمتحدة حسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيفري راتكي في التنسيق مع المصالح الأمنية في الجزائر وتونس وليبيا لطلب معطيات مفصلة حول الكتائب الإرهابية ل "جند الخلافة" و«عقبة بن نافع" و«أنصار الشريعة" الناشطة في تلك الدول. وتسعى الأجهزة الأمنية حسب المصدر لمعرفة تفاصيل التواصل بين تلك المحمعات الإرهابية فيما بينها وكذا علاقتها الفعلية مع تنظيم "داعش" حيث شدد الناطق الرسمي للخارجية الأمريكية "إننا سنواصل البحث عن أي إشارة تفيد بأن هذه تصريحات إعلان الولاء قد تكون أكثر من مجرد كلام". ولأول مرة يكشف مسؤول أمريكي عن "تحريات موسعة" حول مضمون الرسالة الأخيرة التي وجهها البغدادي لأتباعه معلنا الجزائر ولاية جديدة تابعة لتنظيمه، قائلا: "إننا نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة، إلى الجزائر وليبيا ومصر وبلاد الحرمين واليمن، ونعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان، وإلغاء أسماء الجماعات فيها، وإعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية، وتعيين ولاة عليها". وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيفري راتكي في تصريح صحفي: "نتابع عن كثب الوضع ونحن قلقون من التهديد الذي تمثله مليشيات ومجموعات إرهابية على الشعب والحكومة الليبيين من جهة وعلى المنطقة بشكل عام" وتابع المتحدث: "اطلعنا على معلومات تفيد بأن فصائل متطرفة عنيفة في بلدان المغرب العربي وميلشيات مسلحة في ليبيا بايعت داعش وتسعى للانضمام إليها". وكانت معلومات صحفية أفادت بأن مقاتلين مرتبطين بتنظيم داعش اجتاحوا مدينة درنة في شرق ليبيا. وأضاف المتحدث: "سنواصل البحث عن أي إشارة تفيد بأن هذه التصريحات قد تكون أكثر من مجرد كلام". وختم المتحدث بالقول "إن مشاكل ليبيا سياسية في طبيعتها وتحتاج إلى حل سياسي". وأعرب المتحدث عن "دعم" الولاياتالمتحدة للجهود التي تبذلها الجزائر في سعيها من أجل التوصل إلى حل للأزمة الليبية بالتنسيق مع دول الجوار والمبعوث الأممي إلى ليبيا ليون برناردينو. وعلى صعيد متصل أكد باحث أمريكي متخصص في دراسة الجماعات المتشددة حول العالم، أن نفوذ تنظيم داعش سيتمدد ويتعاظم ليشمل منطقة نفوذه الدول الواقعة بين الجزائروباكستان. وقال الباحث ومحلل شؤون الأمن القومي الأمريكي، بيتر بيرغن، في مقال له نشرته شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، إن "القصص المتلاحقة حول تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ركزت على قضايا كثيرة، منها أساليبه الوحشية ووجود الآلاف من المقاتلين الأجانب في صفوفه ولكن أغفلت تعاظم نفوذه". وأضاف الباحث الأمريكي، النفوذ المتعاظم والتأثير الكبير للتنظيم في العالم الإسلامي، له جانب بالغ الأهمية، وليس هناك دليل أفضل على هذا الأمر من مسارعة العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة لإعلان مبايعتها له". وأوضح بيرغن: "خلال الأشهر الستة الماضية تمكن التنظيم من وضع قرابة 12 جماعة مسلحة تحت جناحه، وأعلنت حركات مسلحة من الجزائر إلى باكستان مبايعتها له، في حين أن تنظيم القاعدة، المتزعم السابق للحركات الجهادية، استغرق عشر سنوات قبل أن يتلقى مبايعة وتأييد أولى الجماعات المسلحة التابعة له، وهي تنظيم الجهاد المصري عام 1998.