الولايات الصحراوية في حالة استنفار ومنشآت عسكرية جديدة تدخل حيز الخدمة شرع نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، في زيارات ميدانية لولايات حدودية مثلما انفردت بنشره "البلاد" في الأعداد الماضية، وكانت البداية بالناحية العسكرية الثالثة في ولايتي بشار وتندوف مثلما أعلنت وزارة الدفاع، حيث تفقد المسؤول الأول عن قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي وحدات عسكرية عاملة قرب الحدود، في سياق عمل وزارة الدفاع الوطني على تأمين الشريط الحدودي من موريتانيا إلى ليبيا التي تشهد اضطرابات غير مسبوقة. وذكرت مصادر أمنية عليمة أن نائب وزير الدفاع الوطني يزور هذه المناطق وفي جعبته مخطط انتشار عسكري جديد وافق عليه رئيس الجمهورية، بصفته وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة لتعزيز التواجد الأمني بالحدود، في ظل توقعات بدعم جيوش بلدان الجوار، خاصة موريطانيا ومالي وليبيا على مراقبة بعض المعابر الحدودية مع الجزائر والتي تعتبر منفذا هاما لعناصر إرهابية وشبكات تهريب أسلحة وتنظيمات جهادية متطرفة. وأعلنت أمس وزارة الدفاع الوطني في بيان تحوز "البلاد" على نسخة منه أنه "في إطار المتابعة الميدانية للوحدات قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بزيارة للقطاعات العملياتية للناحية العسكرية الثالثة وذلك في الفترة من 25 إلى 28 نوفمبر الجاري". وسمحت الزيارة المطولة والتي ستقود ڤايد صالح لاحقا للنواحي العسكرية الرابعة والسادسة، بالإطلاع "على وضعية بعض الوحدات المرابطة على الحدود". كما تم خلال هذه الزيارة حسب المصدر "عقد لقاءات مباشرة مع أفراد الوحدات والاستماع إلى اهتماماتهم وكذا تقديم التوجيهات والتعليمات المناسبة لتدعيم جاهزية القوات". وكانت الزيارة مناسبة قدم فيها نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عدة مداخلات، "حث فيها الجميع على بذل المزيد من الجهد والتضحية للحفاظ على سلامة التراب الوطني وحماية حدوده من مختلف الآفات. كما استمع إلى تدخلات إطارات الوحدات الذين تابعوا تدخلاته مباشرة، بما فيهم طلبة مدرسة أشبال الأمة ببشار، حيث عبّر العديد منهم عن استعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن الوطن المفدى والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره". وكانت الزيارة مناسبة لتدشين بعض المرافق الاجتماعية والرياضية، منها المركب الرياضي الجديد والمؤسسة الجهوية للمعتمدية والتموين ببشار، بالإضافة إلى منشآت عسكرية أخرى. وأكدت مصادر "البلاد" أن وزارة الدفاع الوطني وضعت جميع القوات العاملة على الشريط الحدودي الجنوبي مع موريتانيا، ومالي، والنيجر وليبيا، محل استنفار دائم. وقد تقررت زيارة رئيس الأركان منذ أيام للوقوف على أداء وحدات مرابطة في عمق الصحراء في الجنوب الغربي تتولى مراقبة الشريط الحدودي، ومهام محاربة الإرهاب والجريمة وتجارة المخدرات. ويتلقى نائب وزير الدفاع حسب مصدر رسمي تقارير ميدانية حول مدى استجابة الوسائل المسخرة للجانب العملياتي لتسيير مخطط الجيش "المستعجل" لمراقبة الحدود، قياسا بالتطورات في الجبهة الشرقية على الحدود مع ليبيا وتونس والجنوبية مع مالي والنيجر وتحركات متقطعة على الحدود مع موريطانيا.. وميدانيا تعيش مناطق واسعة من الصحراء في الولايات الجنوبية حالة استنفار عسكري كبير، حيث أمر نائب وزير الدفاع الوطني بتعليمات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بنشر آلاف العسكريين على طول الحدود الجنوبية، لغلق منافذ التسلل أمام المجموعات الإرهابية. وكثفت وحدات الدرك الوطني وقوات حرس الحدود من جهتها عمليات تفتيش العربات والسيارات وتحركات الأشخاص عبر الطرق التي تربط ولايات بشار وتندوف وأدرار وتمنراست وتندوف والبيض وورڤلة وغرداية. وشملت إجراءات الأمن نصب كمائن ومراقبة مسالك صحراوية، حيث امتدت إجراءات الأمن إلى الجنوب الشرقي، تحسبا لأي طارئ.