صدر عن "دار قرطبة للنشر والتوزيع" كتاب "استراتيجيات الجودة في صناعة الإعلام الثقافي"، للإعلامي والكاتب محمد بغداد، وهو الكتاب الذي يراهن فيه صاحبه على أن يكون منعرجا في كتاباته السابقة، كونه ينتقل إلى مستوى الحديث عن قضايا الإعلام الجزائري، في زمن الثورات الاتصالية الجديدة، والتحديات التي تطرحها في الممارسات الإعلامية اليومية. وتنطلق إشكالية الكتاب كما يحددها المؤلف؛ من "سؤال العبور"، والتي يحددها منهجيا، من خلال انتقال التجربة الإعلامية الجزائرية الحالية،إلى مرحلة التكيف مع المعطيات الجديدة، التي فرضتها التحولات الكبرى في عالم الإعلام والاتصال، وما رافقها في عوالم الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وهي التحولات التي يرى الكاتب أنه بات من الحتمي التكيف معها، وتحمل التكاليف التي تستلزمها. وقسم الكتاب إلى عشرة فصول مع مقدمة وخاتمة، حيث تناول المؤلف في كل فصل محورا من محاول الإشكالية التي انطلق منها، مفضلا الابتعاد في أغلب الفصول على الجوانب النظرية، مقتربا من الممارسة اليومية، مدعما تحليله للإشكالية بالأمثلة التفصيلية، ومتوقفا عند الأبعاد الثقافية والفكرية، والخلفيات والمرجعيات التي تتحكم في هذه النماذج، معتبرا إياها العينة التي يفترض أن تكون محلا للبحث والدراسة العلمية، التي يفترض أن تكلل بنتائج تخدم التجربة الإعلامية الجزائرية. ويصر محمد بغداد في كتابه الجديد، استراتيجيات الجودة في صناعة الإعلام الثقافي، على الاستمرار في المرافعة عن ضرورة الاهتمام أكثر عن الإعلام الثقافي، الذي يعتبره المحور الأساس في العملية الإعلامية، والذي بدونه لن يكتب للتجربة الإعلامية الجزائرية إحداث التحول التاريخي والنوعي، وهو يخصص له في هذا الكتاب الحديث عن المفاهيم الجديدة، المتمثلة في الجودة ومعانيها التي تتجلى من خلالها. ويرافق كتاب "استراتيجيات الجودة في صناعة الإعلام الثقافي"، التحولات الجديدة في الساحة الإعلامية الجديدة، وبالذات القنوات الفضائية؛ مخصصا قسما مهما لموضوع الصورة ومكانتها في العملية الإعلامية، وأساليب التعامل معها من طرف الذهنيات التي تقود المؤسسات الإعلامية الجديدة، محاولا تقديم رؤية تحليلية أولية لهذه التجربة، رغم حداثتها.