قالت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس إن أكثر من مائة مليون شخص عبر العالم يحتاجون مساعدة إنسانية، بينما اعتبرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" أن عام 2014 كان عاما كارثيا للأطفال. وأكدت آموس -في مؤتمر صحفي بجنيف- أن عدد الأشخاص المتضررين من النزاعات والكوارث الطبيعية حول العالم قد بلغ مستويات قياسية، وتحدثت عن وجود 102 مليون متضرر من الكوارث الإنسانية، من بينهم 78 مليونا يصنفون كشريحة الأكثر ضعفا، لكن من يجب مساعدتهم على الفور وبشكل ملح هم 57 مليونا، وهؤلاء بحاجة إلى 16.4 مليار دولار. وأشارت إلى أن نحو أربعين مليون شخص من المحتاجين للمساعدة متواجدون في الوطن العربي، منهم 18.2 مليون سوري وثمانية ملايين يمني. وبدوره، قال المفوّض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن العالم يشهد منذ سنوات انتقال الصراعات والنزاعات من منطقة إلى أخرى، ومعها تنتقل أيضا الكوارث هنا وهناك، وأكد أنّ عدد الفارّين من الحروب وصل خمسين مليونا، وذلك للمرّة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وأوضح أن ما يتضمنه النداء الإنساني العالمي من ميزانية تقديرية للعام القادم هي أعلى معدلات سجلتها الأممالمتحدة في إطار التعامل مع تداعيات الكوارث الإنسانية سواء كانت من تبعات الكوارث الطبيعية أو تلك التي يتسبب فيها الإنسان بسبب الحرب. وكانت وكالات الأممالمتحدة قد قدرت حاجاتها الانسانية لعام 2014 ب 17.9 مليار دولار، وهو رقم قياسي لم تؤمن الجهات المانحة سوى 52 % منه حتى الآن. من ناحية أخرى، قالت منظمة يونيسيف في تقرير أصدرته أمس إن هناك نحو 230 مليون طفل يعيشون في دول ومناطق متأثرة بالصراعات المسلحة على مستوى العالم. وطبقا للتقرير، يواجه ما يقرب من 15 مليون طفل الصراعات الوحشية التي اندلعت في بلدان عديدة من العالم، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وسوريا والعراق وجنوب السودان وفلسطين، بمن فيهم المشردون داخليا أو من يعيشون كلاجئين. وأشار التقرير إلى أن العام الحالي شهد زيادة كبيرة في معدلات اختطاف الأطفال من مدارسهم أو وهم في طريقهم إلى المدرسة واستخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة، كما تزايدت الهجمات على المرافق التعليمية والصحية واستخدام المدارس لأغراض عسكرية في العديد من الأماكن. ووصف التقرير الأممي العام الحالي بأنه "عام الرعب والخوف بالنسبة للملايين من الأطفال، حيث شهد العالم تعرضهم للعنف الشديد وعواقبه، والتجنيد قسرا والاستهداف المتعمد من قبل الجماعات المتحاربة".