أجمع مشاركون في أشغال الملتقى الوطني الأول حول مكتبات المطالعة العمومية ببسكرة، على أن تنويع الأرصدة الوثائقية مسألة ضرورية لجعل هذه الفضاءات أداة فعالة في التنمية الثقافية. وتمحورت مقاربات المتدخلين خلال هذا الملتقى المتخصص حول فكرة مفادها أن تكريس وظائف مكتبات المطالعة العمومية كوسيلة ناجعة في التنمية الثقافية ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع يستوجب الحرص على تنويع المقتنيات التي هي الأرصدة الوثائقية. ويعتبر إثراء مكتبات المطالعة العمومية بالمؤلفات الحديثة متعددة الموضوعات ذات المضمون الجيد من أهم العوامل التي تجذب مزيدا من القراء وبالتالي تجعل تلك الأماكن المانحة للمعرفة تلعب دورها في توسيع شعاع المقروئية وإنعاش الحياة الثقافية وفق ما أشار إليه الأستاذ كمال بطاش من جامعة "عبد الحميد مهري" المعروفة ب "قسنطينة 2". وبعدما أبرز أن مكتبات المطالعة العمومية بالجزائر تعد "مشروع القرن" بالنسبة إلى قطاع الثقافة بالجزائر، اعتبر المتحدث أن هذه المكاسب ذات "قيمة حقيقية في بناء الشخصية العلمية المتوازنة وبناء المواطن المتشبع بالوطنية". ومن جهتها؛ اعتبرت الباحثة خديجة أولم من جامعة تبسة أن الأشرطة السمعية البصرية لاسيما منها الفيلم الوثائقي إحدى الأرصدة الوثائقية التي يمكن أن تسهم في تكثيف الإقبال على المكتبات الورقية مشيرة إلى أن اقتناء وعرض هذا الصنف من الوسائط بالمكتبة من حين لآخر يساعد على جلب الجمهور بما يتيح مضاعفة الإقبال على المكتبات. وبإمكان أيضا شبكة مكتبات المطالعة العمومية ضمن إستراتيجيتها أن تكون ذات دور ريادي في ترقية المقروئية محليا، وذلك من خلال تنويع الأرصدة الوثائقية على غرار تخصيص أجنحة للكتب شبه المدرسية التي تعد مجالا لاستقطاب فئة المتمدرسين وفقا للسيد مراد سهلي الذي يشغل منصب مكتبي وأمين محفوظات بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد عصامي" بمدينة بسكرة. من ناحية أخرى، سيتم التطرق كذلك في أشغال هذا الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام إلى محاور تتعلق بالإدارة العلمية لمكتبات المطالعة العمومية ودور هذه المؤسسات في نشر الكتاب بالجزائر حسب ما أفادت به منسقة الملتقى السيدة سودة دو، وهي أيضا مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد عصامي" ببسكرة.