أكد نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح أن "الجزائر تواجه تحديات ورهانات أمنية خطيرة على الحدود بفعل تدهور الوضع الأمني مع دول الجوار"، وشدد الفريق ڤايد صالح على أن قوات الجيش "عازمة على تسريع عملية مكافحة الإرهاب ومواصلتها بفاعلية في الميدان" في إشارة إلى أن الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقتها وزارة الدفاع الوطني عقب اختطاف واغتيال الرعية الفرنسي، بيار إيرفي غوردال ستدخل مرحلة الحسم بعد دخول وحدات الجيش في "مواجهة ثقيلة" قد تمتد لعدة أشهر حسب تقديرات مصدر أمني مأذون. وقال الفريق ڤايد صالح، خلال الزيارة التفقدية التي قادته في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى القاعدة البحرية بجيجل بالناحية العسكرية الخامسة، بأن الوضع القائم على الحدود الجنوبية والشرقية لا يساعد الجزائر تماما، في إشارة إلى احتمال نشوب حرب في ليبيا طويلة المدى، بعد احتدام المعارك بين الميليشيات المتناحرة من جهة وبين المجموعات المسلحة والجيش النظامي الليبي من جهة أخرى. وذكر نائب وزير الدفاع في هذا الصدد أنه "لم يسبق للجزائر أن واجهت تحديات أمنية خطيرة بمثل ما يقف اليوم أمام بواباتها البرية الثلاث الشرقية والجنوبية والغربية في إشارة إلى الوضع المتدهور الذي تعيشه حدود البلاد مع العديد من الدول المجاورة على غرار تونس وليبيا ومالي والمغرب بفعل تنامي نشاط الإرهاب والتهريب، وتابع في بيان إعلامي أصدرته أمس وزارة الدفاع الوطني أن هناك "تحديات تواجهها الجزائر، والجيش الوطني الشعبي واع كل الوعي لمجابهتها إيمانا منه بالرسالة الوطنية النبيلة التي يحملها، ويعتبر نفسه مجندا على الدوام لخدمة الشعب والوطن". وحرص ڤايد صالح على حث "أعوان وضباط المؤسسة العسكرية على الاهتمام بالتكوين والتحصيل العلمي والعسكري، وإعداد إطارات متشبعين بالعلوم والأخلاق والوطنية، مشددا على إرادة وعزيمة الجيش الوطني الشعبي في "تسريع وتيرة مكافحة الإرهاب ومواصلتها بفعالية في الميدان". وأضاف الفريق ڤايد صالح أن "حماية الوطن تتطلب ضبط جميع التحركات على الحدود والتحكم والسيطرة عليها بشكل دقيق، للتمكن من تأمين البلاد بشكل جيد وحماية الاقتصاد الوطني". ووفقا للمصدر ذاته فإن "القوات المسلحة تمكنت أثناء أداء مهامها على الحدود من ضبط المهربين والمجرمين واسترجاع كميات معتبرة من مواد مختلفة، وهو من صميم مهامها نظرا إلى تداخل الجريمة المنظمة والتهريب والإرهاب". وأوضحت مصادر ‘'البلاد'' أن الفريق أحمد ڤايد صالح سيعمل على إعداد تقرير حول نشاط القوات العسكرية الجزائرية العاملة على تأمين الحدود الجنوبية والشرقية والغربية، إلى أول اجتماع مرتقب مع رئيس الجمهورية ووزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة. وسبق أن طلبت رئاسة أركان الجيش من قيادات عسكرية عاملة في الجنوب والشرق والغرب الجزائري، موافاتها بتقارير حول حركة الأشخاص والمركبات، وشددت في مسألة التدقيق في الهويات، مباشرة بعد رفع درجة الاستعدادات عبر الشريط الحدودي.