- إشادة دولية بانتخابات تونس وتهنئة للرئيس الجديد تبدأ الإجراءات القانونية لانتقال السلطة وتسليمها من قبل المنصف المرزوڤي للرّئيس المنتخب الباجي قائد السّبسي، بدءاً من يوم الجمعة المقبل، الذي ستعلن فيه النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، من جانب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وفق ما أكد المسؤول في حملة المرزوڤي، طارق الكحلاوي. واستنادا إلى ذلك سيكون بامكان السبسي تولي السلطة عملياً أواخر الشهر الحالي أو على أقصى تقدير مطلع العام المقبل، من خلال التوجه أولاً للبَرلمان المنتخب لكي يؤدي أمامه اليمين الدستورية في جلسة عامّة تحدد لاحقاً، كما ينص الدستور وفور تولّيه السلطة، سيكلف الرئيس الجديد كتلة "نداء تونس" الحاصلة على أكبر عدد من المقاعد بمجلس نواب الشعب "86 مقعداً"، في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بتشكيل الحكومة خلال "شهر يجدّد مرة واحدة"، وذلك بحسب الفصل 89 من الدستور التّونسي. وحصلت انتخابات تونس على إشادة دولية إثر انتخاب أول رئيس وأول رئيس للجمهورية الثانية، الباجي قائد السبسي، الذي فاز في جولة الإعادة وتعهد بأن يكون رئيسا لكل التونسيين، فيما أقر خصمه المنصف المرزوڤي بالهزيمة، ودعا أنصاره إلى الهدوء والقبول بقواعد اللعبة الديمقراطية. وعاد الهدوء إلى المدن التونسية التي شهدت اشتباكات وأعمال عنف، خاصة في جنوب البلاد، احتجاجا على فوز الباجي قائد السبسي بمنصب رئاسة الجمهورية. وجاء الهدوء بعد النداء الذي وجهه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوڤي إلى المحتجين في تلك المناطق بقبول قواعد اللعبة الديمقراطية والالتزام بالهدوء، مؤكدا أهمية "الوحدة الوطنية. واقدم الرئيس التونسي المنتخب، الباجي قائد السبسي، الشكر لمنافسه، تعهد بأن يكون رئيسا لكل التونسيين، داعيا مواطنيه إلى نسيان انقسامات فترة الحملة الانتخابية. وسيتعين على قائد السبسي الذي أصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا وأول رئيس للجمهورية الثانية في تونس بموجب الدستور؛ التخلي عن رئاسة حزب نداء تونس الذي سيتولى تشكيل حكومة جديدة باعتباره الحزب الأول في البرلمان ب86 مقعدا من بين 217 مقعدا، لكنه يحتاج إلى ائتلاف حكم، لأنه لا يملك الأغلبية في مجلس الشعب الذي يمثل حزب النهضة الكتلة الثانية فيه بتسعة وستين مقعدا. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس التونسي المنتخب الباجي قايد السبسي أنه سيكون رئيسا لكل التونسيين بلا تمييز، كما دان أعمال العنف التي شهدتها مدن بالجنوب، في حين أكد منافسه الرئيس المتخلي منصف المرزوڤي أنه يحترم نتائج صناديق الانتخابات وأنه لن يطعن فيها. وقال قايد السبسي -الذي أعلن أمس رسميا عن فوزه في جولة الإعادة- في كلمة بثها التلفزيون التونسي العمومي، "أؤكد أني سأكون إن شاء الله رئيسا لكل التونسيات والتونسيين". وأضاف السبسي "أتوجه بالشكر إلى السيد الرئيس السابق منصف المرزوڤي الذي هاتفني منذ حين وهنأني على ثقة الشعب. أشكره وأقول له إن الشعب التونسي لا يزال في حاجة إليه، وأنا شخصيا بحاجة إلى نصائحه". وتعبيرا عن موقفه بشأن مواجهات بين محتجين ورجال أمن في بعض المناطق جنوب البلاد حيث تتركز شعبية منافسه، دعا قايد السبسي إلى الهدوء، مشككا في أن يكون الأمر عفويا. وقال إن "الحملة الانتخابية انتهت وعلينا الآن أن ننظر إلى المستقبل". وعن تشكيل الحكومة القادمة، قال قايد السبسي "إن رئيس الحكومة المقبل لن يكون وزيرا من نظام حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي". كما لفت إلى أنه "لا يتوق إلى تكوين حكومة حزبية فقط خاصة، وأنه كان قد أعلن سابقا أن حزبه نداء تونس لن يحكم بمفرده". وفي المقابل، أعلن المرزوڤي أنه لن يقدم طعونا على نتائج الانتخابات، قائلا في كلمة بثها التلفزيون العمومي مساء أول أمس "نريد تشكيل الحكومة ولن نذهب للمحاكم ونقدم الطعون"، مضيفا "هاجسي الاستقرار الذي لا يكون إلا بتهدئة الخواطر". وجدد المرزوڤي دعوة المحتجين في عدد من مناطق جنوب البلاد إلى التهدئة، داعيا مناصريه "إلى تغليب المصلحة العليا بالتهدئة".