عاد تصاعد أزمة نقص قارورات غاز البوتان، ليطل برأسه من جديد في ولاية الشلف، وسط حالة من التجاهل شبه التام من السلطات المحلية في بلديات عديدة بالجهة الشمالية، ناهيك عن الضفة الجنوبية التي تمثل بني بوعتاب، سنجاس، الكريمية وحرشون. وشهدت مستودعات ونقاط بيع الغاز في قرى ومناطق ريفية، حشدا كبيرا للمواطنين للحصول على قارورات الغاز، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار القارورة الواحدة في السوق السوداء إلى 500 دج، مما أدى إلى نشوب اشتباكات بين المواطنين بعضهم البعض وبين أصحاب المستودعات بسبب أولية الحصول على المادة. واشتكى سكان الزبوجة، بريرة، بنايرية، بوزغاية، تلعصة، مصدق وحتى بعض البلديات المطلة على الشريط الساحلي في جزئه الشرقي، من تأخر وصول حمولات من مركز تعبئة قارورات غاز البوتان من مدينة الشطية على الطريق الوطني رقم 19، ناهيك عن امتعاضهم من ارتفاع الأسعار في السوق السوداء، أضعاف سعرها الحقيقي لتلاعب تجار السوق السوداء في وزنها، وكل ذلك أمام مرأى ومسمع مصالح مديرية الطاقة والمناجم. وقد تفاقمت أزمة قارورات الغاز بعدة بلديات موازاة مع موجة البرد الشديدة التي تشهدها الضاحية الشمالية للولاية. ونقل شهود عيان ل"البلاد" أن ازدحاما شديدا تشهده المستودعات ونقاط البيع المعتمدة من قبل المواطنين منذ الساعات الأولى من الصباح للظفر بقارورة واحدة. فيما اتهم بعض المواطنين أصحاب المستودعات بأنهم سبب الأزمة، وقال آخرون إن الأزمة تأتي إثر تأخر وصول الحصة الخاصة بالمناطق المعروفة ببرودتها، بسبب الظروف المناخية الأخيرة التي أدت إلى قطع طرقات وشلل مسالك ريفية بسبب كميات الأمطار المتساقطة وسقوط كميات معتبرة من الثلوج على المرتفعات القريبة من غابة بيسة.