استغل المترشح محمد جهيد يونسي فرصة تنشيطه التجمع الشعبي، الذي احتضنته صبيحة أمس دار الثقافة بمدينة المسيلة، للحديث عن المصالحة الوطنية التي قال إنه من أوائل الداعين لها ولا معنى لها دون أن يصاحبها عفو شامل، قبل أن يفتح النار على اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات التي حمّلها مسؤولية دعمها وقوفها إلى جانب أحد المترشحين المستقلين عن طريق سكوتها وعدم تدخلها لتوقيف تحويله إلى إحدى الحصص التي تبث في التلفزيون كمنبر للدعاية له. مرشح حركة الإصلاح الوطني للانتخابات الرئاسية القادمة بدأ خطابه بالحديث وبإسهاب كبير عن المصالحة الوطنية التي أكد بشأنها أنه سبق له الحديث عنها وبالتحديد في الوقت الذي كان فيه البعض يتحدث عن الاستئصال، قائلا: إن المصالحة الحقيقية هي التي ترجع لكل جزائري وجزائرية حقه ولا تفرق بين أحد. كما أنها مصالحة وليست شعارا نرفعه بل مصالحة تحقق مع الجميع وليس مع النفس وتوحد مع من نختلف معهم. وحسب المتحدث، فإن الجزائر لا تستحق أن تعيش المصاعب بعد أن فقدت المئات من الضحايا والمتضررين من جراء الأزمة، المطلوب إرساء وتطبيق العفو الشامل، خاصة بعد أن اعتبر أنه لا معنى للمصالحة الوطنية دون العفو الشامل الذي وصفه بالحل الوحيد لإنهاء الأزمة الدامية التي شهدتها بلادنا، مؤكدا استعداده التام لتطبيقه بشرط إجراء استفتاء شعبي والكلمة الأولى والأخيرة للشعب السيد وذلك لكي يتحقق السلم والاستقرار أولا والعمل ثانيا. كما أضاف أن الجزائريين سوف يكونون على موعد مع التغيير الذي رآه بمثابة الحل الوحيد لرفع المهانة التي أصابت الشعب، خاصة إذا ما كان تغييرا يأتي بطريقة حضارية ديمقراطية وسلمية وليس بواسطة العنف، مبرزا وملخصا الأسباب التي أدت به إلى الترشح للرئاسيات والتي أرجعها إلى محاولته جمع الجزائريين وتحقيق المساواة بينهم لكي يأخذ لكل واحد حقه من البلاد. قبل أن يتطرق المترشح جهيد يونسي للحديث عن الخروقات التي صاحبت انطلاق الحملة، فتح النار على اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية التي اتهمها بدعم أحد المترشحين المستقلين عن طريق سكوتها عن الطريقة التي يستغل بها التلفزيون وبخاصة حصة دفاتر الانتخابات التي تبث مباشرة بعد نشرة الثامنة، والتي تحولت حسبه إلى دفاتر للتأييد ومساندة مرشح معين، مؤكدا أنه لن يسكت على منح دقيقتين لبقية المترشحين وسيفضح تلك الممارسات التي وصفها بغير الديمقراطية.وتساءل عن الجدوى من وجود تلك اللجنة في وقت تعجز حتى عن وضع حد للخروقات التي تأسف لها، داعيا في نهاية تدخله جميع الجزائريين وخاصة فئة الشباب إلى ضرورة التوحد وتحويل الهتافات والشعارات إلى أصوات للتغيير يوم 9 أفريل القادم.