الوضع في ليبيا يُشكل عائقا أمام مواجهة فعالة للإرهاب أكدت مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا أن "مبادرة الجزائر بتنظيم ندوة حول المصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية هو بداية لمعالم حل سياسي دائم قد يجّنب البلاد نهائيا مخاطر التدخل العسكري الأجنبي". وبالموازاة، أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن "الجزائر استجابت لكل طلبات الأطراف الليبية لمساعدتهم على توفير ظروف حوار من شأنه أن يرسم معالم حل شامل ودائم، مما سيسمح باستتباب الأمن والاستقرار وطي نهائيا هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ ليبيا". وأعربت مجموعة الاتصال حول ليبيا عن انشغالها العميق بتصاعد العنف في ليبيا، مبرزة أهمية المبادرة الجزائرية لتسهيل عقد الحوار الليبي الشامل. وأشار الوزراء ورؤساء الوفود في بيان توج اجتماعا نهاية الأسبوع في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا إلى "الدور المحوري للبلدان المجاورة لليبيا لحمل الأطراف الليبية على تبني الحوار والمصالحة الوطنية". وأوضح أن مجموعة الاتصال تتابع عن كتب تطور الوضع في ليبيا وتسجل بانشغال كبير تصاعد العنف في مختلف مناطق البلاد، لا سيما في بنغازي في الشرق وجبل غربي في الغرب". وأكدت مجموعة الاتصال مجددا قناعتها بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الحالية، موجهة مرة أخرى نداء "عاجلا" للأطراف الليبية لإنهاء العنف ومباشرة الحوار الوطني الشامل "بنية حسنة" قصد تجاوز الاختلافات وترقية السلم والمصالحة "بشكل مستديم". وأكد البيان الختامي على أهمية المبادرة الجزائرية لتسهيل عقد الحوار الليبي الشامل الذي يعد فرصة "حقيقية" لدفع عملية البحث عن حل متفاوض حوله، داعية الفاعلين الدوليين المعنيين إلى تقديم الدعم الضروري من أجل إنجاح هذه المبادرة. وذكر في هذا الإطار أن الجزائر استجابت لكل "طلبات الأطراف الليبية لمساعدتهم على توفير ظروف حوار من شأنه أن يرسم معالم حل شامل ودائم"، مما سيسمح باستتباب الأمن والاستقرار وÇطي نهائيا هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ ليبيا". وأشار إلى أن مجموعة دول جوار ليبيا التي أنشئت في ماي الفارط بالجزائر، أوكلت للجزائر مسؤولية تنسيق لجنتها المختصة بالشؤون الأمنية. وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية قائلا: "إن بلدي يضطلع بهذه المسؤولية بكل صدق وعزيمة في كنف السرية والفعالية من أجل ترقية حوار شامل ومصالحة وطنية فعلية". كما أوضح أن جهود الجزائر التي "تلقى دعما من دول الجوار والشركاء الدوليين لليبيا تتطابق وجهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل ليبيا برنار دينوليون" الذي تقدم له "دعمها الكامل". وقال لعمامرة في هذا الصدد إن "الجزائر دعت الأطراف الليبية إلى الالتزام بوفاء وحسن نية في الحوار الذي باشره برنارد ينوليون من أجل الإسراع في إيجاد حل للأزمة". وأكد الوزير أن الأزمة الليبية تشكل "انشغالا كبيرا" بالنسبة للسلم والأمن الإقليمي والدولي، موضحا أن هذا الوضع يستوقف كلا من الليبيين وبلدان الجوار والمجتمع الدولي برمته. وأضاف أنه "في ظل سياق إقليمي زاد من هشاشته التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة العابرة للأوطان، فان الوضع في ليبيا يشكل مصدرا إضافيا لانعدام الأمن وعائقا أمام مكافحة فعالة للإرهاب".