لو تعامل السيسي مع "حماس" كما فعل الأسد لكان الوضع مختلفا استنكر المحلل السياسي الفلسطيني حسام عرار، القرار الأخير الذي أدرجته المحكمة المصرية، باعتبارها الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، "كتائب عز الدين القسام" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في مصر، موضحا أن القرار يخدم أجندات "صهيونية أمريكية" في ظل ما وصفه في الحوار الذي جمعه ب"البلاد"، بالخلط في المفاهيم، كما وصف المتحدث مستقبل العلاقات بين "حماس" كحركة ومصر كسلطة بالمتوترة، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة على الطرفين. حاورته/ فاطمة حمدي ما هو تعليقك على قرار مصر الذي اعتبر "كتائب القسام" منظمة إرهابية؟ هو خسارة كبيرة للأمة العربية وخاصة على مصر وهي تحاول أن تنهض من جديد لتكون بصورة مصر ناصر، كنا نتمنى لو تعاطى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع حماس كما تعاط معهم الدكتور بشار الأسد بأنهم فلسطينيون مقاومون وليسوا "إخوان".. ورغم إن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن موقف حماس مما يسمى الربيع العربي ورابطها العقيدي الأقوى من رابطها الفلسطيني ونتمنى أن نبعد الجناح العسكري لحماس عن صراعاتنا العربية العربية. هل يمكن اعتبار القرار خدمة مجانية لإطراف معينة؟ نعم، أي قرار يكون سلبيا على أي طرف من أطراف المقاومة سوى من عز الدين القسام إلى حزب الله أو الجهاد الإسلامي الخ..، نعم سيدعم الطرف الآخر من إسرائيل إلى أمريكا إلى جبهة النصرة وداعش الخ، لذلك يجب دائما توخي كل الظروف والنتائج المرتقبة عن هكذا قرارات وعن المتضرر الأول منها، في النهاية للسياسات مفاهيم واسعة وتفاصيل دقيقة يجب مراعاتها قبل الخوض في توزيع الاتهامات والتسميات. كيف يمكن رفض دعوى اعتبار حركة حماس كمنظمة إرهابية في الوقت الذي يتم صدور قرار اعتبار جناحها العسكري "إرهابيا" هل تصح هذه المعادلة في رأيك؟ عندما تصبح المقاومة إرهابا، وعندما يصبح خراب الدول العربية ربيعا عربيا وعندما يقطع ويمثل بالإنسان ويقولون هذا شرع الله.. ليس غريبا هذا القرار أن حماس غير إرهابية وجناحها العسكري "إرهابي" في هذا العصر انقلبت فيه المبادئ 180 درجة، اختلطت الأمور وتغيرت المسميات، ودخلت ايديولوجيات لتقول كلمتها على حساب إيديولوجيات أخرى، وباتت المصالح الشخصية أولى من المصالح الإقليمية أو الجماعية، وهذا لا نجده إلا في العالم العربي الذي نجحت فيه الخطة الغربية بحذافيرها. ستتعرض حماس لضغوط كبيرة من الجانب المصري كل ما تعرض الجانب المصري لعمليات إرهابية مثل ما حدث أمس وأمام خسائر الجيش المصري الكبيرة في كل فترة فلا أحد يستطيع أن يفرض على السيسي تحسين علاقته مع حماس ويجب على حماس أن تتفهم وضع مصر الحالي ويجب عليه أن تتأقلم مع هذه المرحلة وما ينجر عنها من الضغط المزدوج المصري والسلطوي أي سلطة رام الله. وانفتاحها على محور المقاومة من جديد ليساعدها على التأقلم والتماشي مع هذه المرحلة.