النائب حمدادوش: "التواصل مع السّلطة لا يتنافى مع خيار المعارضة" شرعت حركة مجتمع السلم، في مبادرتها السياسية الجديدة التي أعلن عنها رئيسها عبد الرزاق مقري، حيث تعمل حاليا على إعداد قائمة الأحزاب والشخصيات الموالية للسلطة التي ستلتقي بها بعد أن اجتمعت بأحزاب المعارضة ممثلة في تنسيقية الحريات وهيئة التشاور، في انتظار أن تلتقي "بجميع من يملك سلطة في الجزائر". قال الأمين الوطني للشؤون السياسية والاقتصادية في الحركة، فاروق طيفور، إن الحركة بناء على ما أعلن عنه رئيسها الأسبوع الماضي قامت بشرح وجهة نظرها بخصوص وضع أرضية مازفران في بيئة متحركة، وتكثيف الاتصالات لتسويق الأرضية لدى النخب السياسية التي -حسبه- ضللت بخصوص الأرضية، وهي إشارة واضحة إلى أحزاب الموالاة وجبهة القوى الاشتراكية، حيث سوقت على أنها تقصي السلطة من الحل، وهو الطرح الذي تنكره حمس ومعها تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي، وأكد القيادي طيفور أنه تم اللقاء مع تنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة وهي التي تمثل أغلبية أحزاب المعارضة، مؤكدا أن الحركة تشتغل هذه الأيام على تحرير وإعداد قائمة أحزاب وشخصيات أخرى من الموالاة والمعارضة وكذلك السلطة، مضيفا في حديثه مع "البلاد" قائلا "نعمل على إبراء الذمة والدفع باتجاه بعث حوار ونقاش وطني جاد لا يقصي أحدا"، هدفه "تشخيص الوضع ومعالجة الملفات الكبرى" وصولا -كما قال- إلى حكومة "توافقية" تضطلع بتجسيد ما تم التوافق عليه، "لاسيما الإشراف المستقل على الانتخابات والمسار الجديد". وذكر الأمين الوطني للشؤون السياسية، فاروق طيفور، أن أحزاب الموالاة التي ستلتقي بها حركة مجتمع السلم "معروفة" دون أن يذكرها بالاسم، في إشارة إلى كل من الأفلان والأرندي والحركة الشعبية وحزب تاج، موضحا أن النقاش في حال قبلت هذه الأخيرة الجلوس إلى حمس يتمثل في طرح أرضية الانتقال الديمقراطي وكيف تنظر "حمس" إلى حل "الأزمة"، مضيفا "وسنحمّل الجميع مسؤولية انحدار الوضع السياسي والاقتصادي". وفي سؤال عن ما إذا كانت الحركة مستعدة للقاء جبهة القوى الاشتراكية قال طيفور "أما بخصوص الأفافاس فإننا ندرس الموضوع". وفي رده على سؤال "البلاد" المتعلق بالسلطة ومن ستلتقي حركة مجتمع السلم، قال طيفور "السلطة التي نقصدها هي المؤسسات الرسمية الدستورية"، وهو الذي يفهمه البعض على أن "حمس" تقصد مؤسستي الرئاسة والجيش أوضح المتحدث قائلا في رده على هذا السؤال "سنحاول الاتصال بجميع من يملك سلطة في الجزائر". من جهة أخرى، قال النائب والقيادي في الحركة، ناصر حمدادوش، إن الحركة التقت بأحزاب المعارضة وبالسلطة قبل الرئاسيات عبر مبادرتها ميثاق الإصلاح السياسي "ولا تزال تتواصل مع الجميع بصورٍ وبأشكالٍ مختلفة" مضيفا "البارحة واليوم وغدا، وذلك ليس جديدا أو سرًّا نخفيه أو نستحي به أو نخاف منه"، مشددا على أن "التواصل مع السّلطة لا يتنافى مع خيار المعارضة"، وأضاف قائلا "ولا يوجد في عرف العمل السياسي في الديمقراطيات العريقة ما يجعلها مشاريع حربٍ أو في قطيعةٍ مطلقة أو في عداوةٍ مستحكمة"، مبررا "بل يدخل ذلك في قواعد العمل السياسي والتعاطي الإيجابي مع المستجدات والمتغيرات"، كما جدد موقف الحركة بأن "تواصلنا مع السلطة لا يعني الخضوع لإملاءاتها أو الاستجابة لشروطها أو الدخول - بالضرورة - في أجنداتها ومشاريعها".