أوضح عبد الرحمن سعيدي، عضو مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم، في تصريح ل »صوت الأحرار«، أن ما أقرته الحركة أول أمس بإطلاق سلسلة جديدة من المشاورات السياسية مع الأحزاب باختلاف توجهاتها والسلطة، لا يمكن اعتباره مبادرة سياسية، وإنما هو مسعى نحو الساحة السياسية بما فيها السلطة كفاعل، مؤكدا أن مجلس الشورى ناقش الأمور بكل شفافية ووضوح، أما الدافع لهذا المسعى فهو نتيجة لما تعرفه الساحة السياسية من تطورات واحتباس سياسي، حيث ترى الحركة بأن البلاد بحاجة إلى التوافق. يرى عبد الرحمن سعيدي، أن المشاورات التي ستخوضها حركة مجتمع السلم ستكون برؤية أخرى وسيكون هناك تواصل بين الفاعلين السياسيين بمختلف مشاربهم، وفي رده عن سؤال حول إن كانت الحركة قد تراجعت عن مواقفها بعد أن قررت خوض المشاورات مع أحزاب الموالاة والسلطة، قال المتحدث، إن مجلس الشورى أوضح الأمور جيدا، الآن هناك واقعية سياسية وتطورات تملي علينا أن نذهب نحو الانفتاح السياسي، لقد ناقشنا الموضوع وفق معطيات ووصلنا إلى نتيجة مفادها أن كل الأطراف السياسية بحاجة إلى بعضها البعض، هي خطوة واعية من طرف الحركة، بل قمة الوعي من طرف مجلس الشورى. وبالنسبة لعضو مجلس الشورى، فإن المستجد الآن هو مصلحة الجزائر، هي مصلحة يرى سعيدي عبد الرحمن أنها تقديرية، حيث أكد أنه في وقت سابق لم تر الحركة هذا المستجد أما في الوقت الراهن، فالأمر مستعجل خاصة مع التطورات الحاصلة. وعن مبادرة حزب جبهة القوى الاشتراكية والتي كانت مرفوضة من طرف حمس في السابق، قال سعيدي، إن كل الفاعلين بما فيهم الأفافاس مرحب بهم، مسعى حمس ليس بديلا ولا تكملة لمبادرة الأفافاس، هو مسعى الهدف منه الوصول إلى أرضية يكون فيها تقاطع مع كل ما يخدم مصلحة الجزائر. ويؤكد سعيدي أن المجلس التأسيسي بالنسبة لمسعى حركة مجتمع السلم غير مطروح والمسعى عبارة عن محاولة لإعطاء تموقع للحركة انطلاقا من المشاورات، ويبقى أن الحركة التي رفضت كذلك المشاركة في مشاورات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول التعديل الدستوري، لا ترفض السلطة القائمة وكل ما هو آت منها وتعتبرها فاعلا كباقي الفاعلين السياسيين، لأن الهدف من سلسلة المشاورات التي ستطلقها حمس هو خلق آلية للتواصل السياسي والتشاور والحوار مع الآخر. وفيما يتعلق ببعض التصريحات الصادرة عن أعضاء في تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات التي رأت في موقف حمس الأخير حرجا لها، قال سعيدي، إن وجودنا في التنسيقية ليس معناه إلغاء الذمة السياسية للحركة، ووجودنا كان وفق نقاط متفق عليها، والتنسيقية ليست الفضاء الوحيد الذي تنشط فيه الحركة، نحن حركة لها مؤسسات وقائمة بذاتها ولم نذب في التنسيقية. وردا على سؤال حول تصريحات لأبوجرة سلطاني الرئيس السابق للحركة، عندما قال إنه مستعد لاسترجاع الحركة في حال انحرافها، أكد سعيدي، أن أبوجرة لا يقصد الانقلاب أو التمرد داخل حمس، وإنما يقصد النضال السياسي والفكري والتعامل وفق الآليات الديمقراطية.