نجحت الجزائر في صد جميع الأبواب في وجه تنظيم داعش، بعدما تمكنت من تفكيك عديد الخلايا التي كانت تستهدف الشباب لتجنيدهم لصالح التنظيم، والقضاء على عناصر إرهابية كانت قد أعلنت ولاءها للبغدادي كعبد المالك ڤوري، أمير ما يُعرف بجند الخلافة في الجزائر، وهو ما أكده تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أمس، والذي أكد أن عدد الجزائريين المقاتلين في صفوف التنظيم لا يزيد عن 250 وهو العدد الذي سجل منذ ظهوره، في وقت ارتفع فيه عدد المقاتلين القادمين من دول عربية وإسلامية أخرى، ولعل الدول الأوروبية كانت الضرع الذي يتغذى منه داعش، حيث تصدر الأوروبيون قائمة الوافدين إلى داعش، وكان لفرنسا الرقم الأكبر ب1200 إرهابي. ووضع تقرير "واشنطن بوست"، الحكومات الأوروبية على رأسها الحكومة الفرنسية في موقف حرج، بعدما كشف أن أبرز وأغلب المقاتلين في داعش ينحدرون من القارة العجوز، بينما تقوم هي باتهام دول أخرى بصنع وتمويل الإرهاب، وتصدر بيانات تحذر رعاياها فيها من السفر إلى تلك الدول بما فيها الجزائر، بهدف ضرب سمعتها، حيث حذرت فرنسا رعاياها من السفر والتنقل دون حماية إلى الجزائر عشرات المرات بين 2013 و2014، متحججة في البداية بالاعتداء الإرهابي الذي وقع في قاعدة الغاز بتيڤنتورين، متجاهلة أن الهجوم كان ردة فعل للجماعات الإرهابية على تدخلها في مالي قبل فترة من ذلك، ثم كان لقضية اختطاف وإعدام رعيتها غورديل من قبل ما يعرف بجند الخلافة شهر سبتمبر الماضي الوقع الأكبر، الحادثة التي استغلتها لتضغط على الجزائر وتظهرها كدولة غير آمنة. فيما عجزت في المقابل في القضاء على الخلايا التي تجند مواطنيها لصالح داعش حتى أصبحوا يشكلون الرقم الأكبر مقارنة بدول عديدة وقدروا ب 1200 مقاتل، بزيادة بلغت 3 أضعاف خلال 3 أشهر. وكشف التقرير، أن الزيادة انعدمت من دول شمال إفريقيا، باستثناء ليبيا التي تدفق منها إلى التنظيم 44 إرهابيا، بينما لم يدفع الشرق الأوسط إلا أعدادا قليلة، وانعدمت الزيادة من دول الخليج، وأوضح أن نحو 5000 إرهابي انضموا في الفترة ما بين أكتوبر 2014 وجانفي من السنة الجارية، ليصل عدد المنضمين إلى داعش من الدول الثمانين قرابة 20000 إرهابي، مقارنة ب 15000، كانت إحصائية تقديرية سجلت شهر أكتوبر الماضي وفقا للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي. وجاءت ألمانيا بعد فرنسا ب600 إرهابي، وارتفع العدد في كل من بريطانيا، بلجيكا، نيوزيلندا، السويد، فنلنداالدانمارك والنرويج.