على دوار المنارة، وسط مدينة رام اللهبالضفة الغربية، وقف الشاب الفلسطيني راشد فضة يرتدي بدلة عرسه بربطة عنق حمراء، ويحمل باقة من ورد أحمر أيضا ليحتفل وحيدا ب "عيد الحب". وكان فضة (35 عاما) قد عقد قرانه على عروسه دالية شُراب (32 عاما) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة عام 2012، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت أهالي العروس من دخول الضفة الغربية الأمر الذي حال دون انتقال العروس إلى مسكن العريس في مدينةنابلس بالضفة الغربية. وحمل العريس لافتة كتب عليها "وصل العروس للعريس يا رئيس" وهو ذاته عنوان الحملة التي أطلقها أصدقاء للعروسين منذ مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، مع رسم يظهر الضفة بلباس العريس وغزة بطرحة العروس وبينهما قلبان معلقان. وقال فضة إنه تعرف على خطيبته ضمن مشروع شبابي للتعريف بالقضية الفلسطينية عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، وبسبب منعها من دخول الضفة قرر الشابان الالتقاء بالأردن. ومن ثم توجه العريس إلى غزة مع والده عبر الأراضي المصرية لإتمام إجراءات عقد القران. وعود وانتظار وقال العريس إنه حزين "حيث يجتمع الأزواج ويحتفلون بعيد الحب في كل العالم إلا في فلسطين، يمنع الاحتلال الإسرائيلي جمع شملهما". وتلقّى العريس وعودا بالمساعدة من وزارة الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية، لكنه قال إنه تقدم بكافة التقارير والأوراق المطلوبة منذ عدة سنوات ومازالت معاناتهما قائمة. وحاولت العروس دخول الضفة مرافقة لوالدتها التي سمح لها بإجراء عملية جراحية بأحد مشافي الضفة، لكن الاحتلال رفض ذلك بحجة أن عمر دالية شراب أقل من 38 عاما. ووفق وزارة الشؤون المدنية بالسلطة فإن إسرائيل تضع شروطا وعراقيل كثيرة على دخول الغزيين إلى الضفة رغم أن اتفاقية أوسلو تنص على أن الضفة والقطاع مناطق مسيطر عليها من السلطة الفلسطينية، ويحق لسكانها الانتقال فيها مع طلب تغيير مكان الإقامة فقط. وتقول الشؤون المدنية إن إسرائيل تسمح لفئة محددة من كبار التجار، وكذلك لعدد محدود من المرضى بالانتقال من غزة إلى الضفة، لكنها تمنع فئة الشباب عامة من ذلك. وقال العريس راشد فضة، الذي غنى له بعض الحضور أهازيج الزفة الفلسطينية، إن قضيتهم صارت معروفة في كل دوائر السلطة الفلسطينية، وإنهم بحاجة للضغط من أجل السماح بانتقال العروس من خانيونس إلى نابلس فقط. قطار العمر يمضي على الجانب الآخر، تجلس دالية شراب مع فستان عرس هيأته منذ فترة بانتظار أي تحرك لإنهاء معاناتها، وهي تقول "إن العمر يمضي بنا دون حل". وتنتقد التقصير الذي يلاقيه ملفهما، وقالت إنها تواصلت مع أغلب مؤسسات الرئاسة والشؤون المدنية ووزارة الصحة ولكنها لم تلق جوابا سوى أن الأمر بيد الاحتلال وأنها "ممنوعة أمنيا". وتضيف "إن الاحتلال أبلغ مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الذي كتب قصتها إن رفض طلبها دخول الضفة الغربية جاء لأنها لا تملك الأسباب المقنعة لذلك". وقالت العروس إنه ورغم مرور أربع سنوات على عقد قرانهما وتقديمها كافة الأوراق المطلوبة لاستصدار تصريح دخول الضفة أو جمع شمل مع خطيبها، فإن تحريك ملفهما لم يتم سوى بالشهور الأخيرة". وناشدت السلطة الفلسطينية التدخل لحل مشكلتها باعتبارها حالة إنسانية.