أفشل النظام السوري خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بعد رفضه توسيع دائرة تجميد القتال لتشمل مناطق غير حلب، وذلك المطلب أصرت عليه المعارضة لإنجاح أحدث حلقة، في سلسلة مهمات غير موفقة لدي ميستورا حتى الآن. ومن جهتها، رفضت هيئة قوى الثورة في حلب التي تضم ممثلين عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعن المجموعات المقاتلة والقوى السياسية المعارضة في محافظة حلب خطة المبعوث الدولي التي "لم تأت بجديد". وكان المبعوث الأممي زار دمشق لمدة 24 ساعة، التقى خلالها مسؤولي النظام، فيما أفاد مكتبه في جنيف أن دي ميستورا يتابع مناقشاته مع حكومة النظام السوري، حول تجميد القتال في سوريا، وأنه سيكلف بعثة بمهمة في حلب، لتقييم الوضع على الأرض. ويذكر أن مبادرة دي ميستورا شهدت منذ بدء مهمته في سوريا - في التاسع من سبتمبر الماضي- تراجعات، فمن محافظة حلب صار الحديث عن مدينة حلب ثم عن حيين في حلب، كما أنها لم تحدد مهلة زمنية. وفي نهاية أكتوبر الماضي قدم ديمستورا إلى مجلس الأمن الدولي ما سماها "خطة تحرك"، تقضي بتجميد القتال في حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات، ثم أعلن في منتصف فبراير أن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لستة أسابيع، الأمر الذي تكذبه الوقائع الميدانية حيث تزداد حدة القصف يومياً. من ناحية أخرى، أدان وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس زيارة البرلمانيين الفرنسيين الأربعة إلى سوريا، معربا عن رفضه التام لهذه المبادرة منذ أن تم إعلامه بها. وقال فابيوس إن الطريقة التي أدار بها بشار الأسد الاحتجاجات في سوريا منذ وقوعها قد أفضت إلى مقتل 220ألف شخص. واعتبر وزير خارجية فرنسا نظام بشار الأسد وإرهابيي داعش ليسا إلا وجهان لعملة واحدة فهما يساندان بعضهما - على حد قوله - وأضاف أن الأسد قد شجع الإرهاب بإطلاق سراح المسجونين، مشيرا إلى أنه ليس له معنى القول بأن بشار هو المنقذ بعد مقتل220 ألف شخص ونزوح الملايين. وردا على سؤال عما إذا كان من الخطأ التحاور مع العدو لتحقيق المصلحة المنشودة، قال فابيوس إن بشار يستغل هذا الوضع، مؤكدا أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا دون أن يشمل بشار الأسد.