أكد عز الدين جرافة، القيادي البارز في حركة النهضة، مساندة حزبه لمشروع عبد العزيز بوتفليقة القاضي بإرساء العفو الشامل بشروط، على المسلحين وغير المسلحين من باب أولى. وأوضح جرافة في اتصال هاتفي مع''البلاد'' أن الهدف ليس تقديم مشروع جديد وإنما تطبيق النصوص القانونية بطريقة عادلة وشفافة لينخرط الجميع في بناء الوطن وطي صفحة العشرية السوداء''. وجدد جرافة مطالب حركة النهضة في اعتماد حل سياسي شامل للأزمة الأمنية والقضاء نهائيا على الإرهاب وهي مهمة من سيعتلي منصب الرئاسة مستقبلا، مشيرا إلى أن حركة النهضة كانت من أوائل الداعين للحل السياسي للأزمة التي تعيشها الجزائر منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، مضيفا في نفس الموضوع أن على من سيتقلد مقاليد الحكم بعد التاسع أفريل القادم أن يولي أهمية كبيرة لموضوع السلم والمصالحة الوطنية، هذه الأخيرة وبطبعتها الحالية تحتاج إلى نفس جديد وجرعة إضافية ولما لا ترقية القانون الحالي للسلم والمصالحة إلى عفو شامل لإرجاع لكل حق حقه، بحيث لا يقتصر هذا العفو الشامل على العناصر المسلحة المرابطة في الجبال، من جهته أكد محمد جمعة، المكلف بالإعلام في حمس، أن الشعب الجزائري أبدى استعداده لقبول مسعى العفو الشامل، مستدلا في ذلك بالنتائج التي أسفر عنها استفتاء الوئام المدني والمصالحة الوطنية، والتي عرفت نسبة تصويت عالية، وهو مؤشر -يقول جمعة- على مدى تجاوب المواطن الجزائري مع مشروع المصالحة الهادفة لعفو شامل. وفضل المتحدث الدعوة إلى وجوب الاهتمام بالبعد السياسي لترقية مسعى المصالحة وتكريس مبادئها، وذلك لكي لا تقتصر على الجوانب الأمنية والاجتماعية وإن كانت هذه الأخيرة -برأي جمعة- ذات أهمية واستطرد مشيرا إلى أن المصالحة كل متكامل والتقسيط فيها أمنيا يعني تمديد عمر الأزمة، ومن ثمة فشل المصالحة كخيار استراتيجي للجزائر. وواصل جمعة أن شروط العفو الشامل، تتطلب مرحلة نقاهة للمجتمع قصد تضميد الجراح التي ألمت به جراء العشرية السوداء وما رافقها من إراقة للدماء، معتبرا أن التخلي عن خيار الإرهاب واستئصال الإرهابيين الرافضين للمصالحة، شرط أساسي وطبيعي لترقية مسعى المصالحة وضمان نجاحها. كما أشار جمعة إلى موقف حمس الثابت من ضرورة ترقية المصالحة الوطنية والذهاب بها إلى مداها، بما في ذلك العفو الشامل عندما تتوفر له شروطه الأساسية. من جهته، أوضح رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الانسان، ل ''البلاد'' أن خطاب المترشح عبد العزيز بوتفليقة حول العفو الشامل كان واضحا، معتبرا إياه حلا نهائيا لابد أن تنتهجه الجزائر للخروج من محنتها. فاروق قسنطيني، قال إن الوقت مناسب ليطوي الشعب الجزائري الصفحة السوداء. وأكد قسنطيني أن هؤلاء الحاملين للسلاح خسروا المعركة، ولا يوجد مخرج آخر لهم، سوى القبول بمشروع العفو الشامل، مضيفا أنه لابد من سن قانون نهائي يقضي بتركهم للسلاح قائلا ''ليس منطقيا أن نسن في كل مرة قانونا خاصا لإقناعهم''.