أصبحت البنايات القصديرية على مستوى واد السمار تثير كل من شاهدها لما يحيط من بؤس على مستوى الحى الذي يتربع على ضفة الوادى ويضم مئات السكنات المشيدة بالزنك والقش فلا حياة كريمة ومستقبل للأطفال الذين حجزوا في بيئة أقل ما يقال عنها إنها قذرة. فسكان المنطقة تاكاثروا في الآونة الأخيرة خاصة بعد عمليات الترحيل التي عرفتها العاصمة إذ لا تزال تنتظر استفادتها من شقق كغيرها من العائلات بالعاصمة. الزنك والقش من فوقنا ووالنفايات والمياه القذرة أمامنا هي عبارات رددها سكان الحي القصديري بواد السمار الذين ناشدوا رئيس الدائرة والوالي المنتدب للمقاطعة الإدراية بالحراش التدخل لانتشالهم من حالة البؤس التي يعانونها، وطالبوا زوخ بتفقد مساكنهم التي لم تعد تصلح لعيش البشر. وأكدت إحدى العائلات أنها تتعذب يوميا مع أولادها وسط هذه السكنات التي أصبحت تهدد حياتهم بالخطر. وحسب السكان الذين التقتهم "البلاد" فإن رئيس الدائرة سبق أن وعدهم أكثر من مرة بأنه سيمنحهم سكنات اجتماعية، إلا أن وعوده لم تجسد على أرض الواقع. لا يزال حي واد السمار لم يدرج ضمن قائمة الأحياء المرحلة، إذ اشتكى قاطنو الحي من النفايات المنزلية التي باتت ديكورا ينفر منه كل زائر أمام أعين المسؤولين، مما جعل الحي مكانا لا يطاق العيش فيه لكثرة الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والقوارض وحتى الأفاعي خرجت إلى السكان في العديد من المرات، خاصة أن الحي يتوسط واديا تصب فيه كل المواد الكيمياوية التي تأتي من المنطقة الصناعية لواد السمار والدار البيضاء. وأضاف محدثونا أن الانتشار الكبير لهذه الأوساخ جعل الحي بؤرة للأمراض المزمنة والمعدية، فمعظم أطفال الحي مصابون بالربو والأمراض التنفسية الأمر الذي جعلهم يصفون وضعهم ب"الميزيرية". سكان الحي استحوذوا على طريق السكة الحديدية بمجرد ما تطأ قدماك بحي واد السمار تلحظ طريق السكة الحديدية التي استحوذ عليها سكان الحي فبنوا عليها مساكنهم. ولدى اقترابنا من السكان أكدوا أن عدد أفراد أسرهم زاد مما جعلهم يشيدون شققا في المساحة المتاحة بالمنطقة. ويشكل قرب تلك البنايات من طريق السكة الحديدية خطرا على أبنائهم حيث تعرض العديد من السكان لحوادث القطار ناهيك عن الضجيج اليومي الذي يعيشونه وسط أبواق القطار الأمر الذي جعل أبناءهم يصبون وابلا من الحجارة على القطارات كلما تمر من تلك المنطقة.