اهتراء الطرقات وغياب المرافق الضرورية جعلهم في عزلة أمراض وأوبئة تنخر أجساد قاطنيها تشقق وتصدع السكنات زاد من تخوف المواطنين إهمال.. حرمان ومعاناة تتكبدها العديد من العائلات بالمجمع القصديري المعروف باسم وادي بني عزة بمنطقة خزرونة بالبليدة أمام جملة من المشاكل التي أرقت حياتهم اليومية، في بيوت جعلت حياتهم مستحيلة أمام غياب أغلب ضروريات الحياة وأساسيتها من ماء وغاز، والأمر الذي زاد من قساوتها، هو عدم وجود قنوات صرف المياه التي ساهمت في انتشار العديد من الأمراض وباتت حالتهم هذه كقدر محتوم لتقبل هذا الذل الذي طال أمده، وأمام هذه المعاناة، تقربت السياسي من سكان الحي لنقل تأوهاتهم وهم يتكبدون حياة البؤس والشقاء بهذا المجمع لأزيد من 22 سنة. السياسي تنقل معاناة 500 عائلة تعيش على ضفاف وادي بني عزة تعيش حوالي 500 عائلة على مستوى المجمع القصديري بوادي بني عزة بمنطقة خزرونة بالبليدة وضعية أقل ما يقال عنها أنها مزرية وكارثية ببيوت قصديرية هشة لأزيد من 22 سنة ووسط غياب تام لكل المرافق الضروري، الأمر الذي زاد من حدة المعاناة والحرمان التي تعيشها هذه العائلات وسط الأوساخ والأوبئة التي باتت تهدّد حياتهم. ننتظر منذ سنوات ترحيلنا الى سكنات لائقة تسترنا ولكن ... ، هي عبارات استقبلتنا على وقعها العائلات القاطنة بمجمع وادي عزة الذي يضم حوالي 500 عائلات تقطن بالحي الفوضوي منذ سنة 1992ولكن دون جدوى أمام هذه المعاناة التي يرويها لنا عمي خالد وعيناه مغروقتان بالدموع أين قال لنا: 22 سنة ونحن في هذه البيوت عشنا الليالي السوداء على وقع الخوف ولكن لم تشفع لنا القلوب، فقد بات أملنا في الترحيل كحلم على أمل ان يتحقق ، أما عبد القادر، فقال انه يأمل في أن يرى أحفاده في بيوت لائقة لأنه لا يريد أن يعيشوا ما عاشه هو وأولاده وتزداد. معاناة هذه العائلات في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار نظرا لتصدع الأسقف والجدران التي تعرفها البنايات، فهي مأساة يتجرعها سكان الحي في بيوت تفتقر لأدنى معايير ومقومات الحياة، وحسب تصريحاتهم ل السياسي ، فإن تخوفاتهم تزداد يوما بعد يوم بالنظر إلى التشققات والتصدعات في الأسقف والجدران، وفي هذا السياق، أكدت العائلات أنها رغم بعض الترميمات التي قامت بها، لكنها لا تجدي نفعا بسبب الاهتراء الذي تشهده منازلهم. وفي ظل هذه الظروف التي أرقت حياتهم خاصة أمام تماطل واللامبالاة الناتجة عن السلطات المحلية، وحسبما أعرب عنه سكان الحي، فإن حياتهم أصبحت لا تطاق نتيجة لجملة من النقائص التي يعانون منها من انعدام أدنى ضروريات الحياة. اهتراء الطرقات وغياب المرافق الضرورية جعلهم في عزلة لا تزال العديد من الأحياء المتواجدة بالبليدة، على غرار الحي القصديري بوادي بني عزة تعاني سياسة التهميش بسبب العزلة المفروضة عليهم، فهي تفتقر لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، على غرار اهتراء الطرقات، أزمة السكن، غياب المرافق الترفيهية.. وغيرها من النقائص التي جعلت سكان الحي يكابدون مظاهر التخلف ويعيشون يوميا واقعهم المر تحت وطأة البؤس والحرمان. وإضافة على ذلك، يشتكي سكان المجمع من الاهتراء الكبير الذي تتواجد عليه الطرقات، خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، إذ تتحوّل، بمجرد سقوط قطرات قليلة من المطر، إلى برك مائية يستحيل المشي فيها، إذ أكد لنا في هذا الصدد أحد قاطني الحي، أنهم يعيشون أوضاعا كارثية كلما تساقطت قطرات قليلة من الأمطار خاصة وأنهم يقطنون بمحاذاة الوادي، الأمر الذي أصبح يشكّل خطرا على أولادهم. و في ذات السياق، أكد الكثير ممن التقينا بهم خلال جولتنا التفقدية التي قادتنا الى الحي القصديري، أنهم يعيشون حياة بدائية وهو ما قاله عبد القادر: وما زاد من سوء الوضع هو تلك الطرقات المؤدية للمنطقة والتي يسلكونها بشق الأنفس جراء غياب التهيئة على مستواها، حيث تمتلئ بالأوحال والمستنقعات المائية التي تفرض على السكان انتعال الأحذية المطاطية للتمكّن من السير واجتياز كل تلك العراقيل، ناهيك عن مشكلة المياه الشروب والكهرباء وغيرها من النقائص التي جعلت حياتهم شبه بدائية . وقد أشار ذات المتحدثين إلى أن السكنات التي يقطنون بها هي عبارة عن أكواخ لا غير، لا تليق بالعيش الكريم حيث تتخللها التصدعات والتشققات من كل الجوانب، ما يسمح بتسرب مياه الأمطار التي تغرقها في مياه راكدة، ناهيك عن صفائح القصدير التي تنزعها الرياح من الأسقف مع كل اضطراب جوي، وهو ما يضاعف من معاناتهم حيث أشاروا إلى أنهم يقضون ليال بيضاء وهم بصدد تجميع المياه المترسبة التي تبلل الأفرشة والأثاث. أمينة.. أشواق كريم وحنان.. أبناء الوادي هكذا يلقبون الزائر للحي القصديري يجب ان يمر على الوادي الذي بنيت بمحاذاته هذه البيوت التي سقفها من صفيح ولا يمكن عبور الوادي الا عبر ممر صغير يتوسطه وما ان تمر عليه، يخول لك انك ستسقط، على غرار الأوحال المتراكمة التي تغمر جل مداخل البيوت الملتصقة بعضها البعض، ونحن نتجول بين أرجاء هذا الحي القصديري، شدّ انتباهنا مجموعة من الأطفال الذين كانوا يلعبون على حافة الوادي. امينة، أمينة.. أشواق كريم وحنان.. هم أطفال أراد لهم القدر ان يولدوا في هذا الحي ويكبروا بين أوساخه فلم يجدوا سوى المساحة الصغيرة قرب الوادي للعب بها، وببراءة صغيرة، تقول أشواق صاحبة ال11 سنة والدموع تغمر وجنتيها: صديقاتي في المدرسة يرفضون الاقتراب مني وينعتونني بالوسخة، لأنني أسكن هنا كما أنهم يرفضون إدخالي إلي بيتهم من أجل الدراسة ، وفي ذات الصدد، يقول عبد الكريم، الذي يدرس في السنة الاولى من التعليم المتوسط، ان زملاءه يصفونه ب ابن الوادي ، وهذا اللقب يلازم كل إطفال الحي، فما ذنبي إن كنت لا أملك مسكنا ولا نملك ملعبا من أجل اللعب؟ ، وتقول من جهة أخرى، والدة أشواق أنها تمنع أبناءها من التوجه الى الخارج من أجل اللعب بسبب عدم توفر مساحة للعب سوى قرب الوادي وكثيرا ما يشهد الحي حالات لسقوط أطفال في الوادي خاصة في فصل الشتاء حيث يرتفع منسوبه عن الحد المعتاد مما يتسبّب في عدة كوارث وهو ما يدفع بالكثير من العائلات لمنع أطفالهم من التوجه الى المدارس والمكوث في البيت بسبب عدم تمكّنهم من عبوره. ظروف صعبة تجبر الأطفال على مغادرة مقاعد الدراسة وفي خضم هذا الواقع الذي تتكبده 500 عائلة بهذا الحي، وجد الكثير من الأطفال أنفسهم مجبرون لا مخيرون على مغادرة مقاعد الدراسة والمكوث بالبيت على أمل ان يجدوا حلا لأوضاعهم المزرية، وهو ما أعربت عنه إيمان قائلة: توقفت عن الدراسة في السنة الاولى من التعليم الثانوي ، وعن الأسباب التي أجبرتها على ذلك، تضيف محدثتنا أنها لا يمكنها الدراسة في ظل الظروف الاجتماعية التي تعاني منها أسرتها كما ان الجو داخل البيت لا يساعدها على ذلك وتعاني إحراجا كبيرا مع زملائها حينما يطلبون منها أن يذهبوا الى بيتها من أجل الدراسة معها، ما جعلها تمتنع عن الدراسة وتمكث في البيت. ويختلف الامر بالنسبة لرابح الذي ترك الدراسة في المرحلة المتوسطة ويتجه الى التكوين المهني ويقسّم وقته بين الدراسة والعمل حتى يساعد والدته التي لا يمكنها التكفل به هو وأخواته الثلاثة بعد وفاة والده بعد إصابته بداء السل، ويأمل رابح ان ينتشل عائلته من الجحيم الذي يعيشونه يوميا حتى لا يتعرضوا لما تعرض له والده، رحمه اللّه. تشقق السكنات وتصدعها زاد من تخوف المواطنين وما استوقفنا في هذا الحي أحد المنازل الذي تتوسطه شجرة ضخمة، حيث يقول صاحب البيت، انه اشتراه من صاحبه هكذا وكان مضطرا، رغم ان هذه الشجرة تزداد حجما يوما بعد يوم، ما تسبّب في سقوط جزء من المنزل كما انه يعد خطرا على أولاده الصغار الذين اعتادوا على تتسلق الشجرة في غيابه حيث يضيف قائلا انه في إحدى المرات وفي غفلة من زوجته، تسلق ابنه الصغير الشجرة وسقط بعدها، ليصيب بكسر على مستوى الرجل ولولا لطف الله به، لحدث ما لا يحمد عقباه، كما ان كل المنازل في هذا الحي تعاني من تشققات كبيرة إثر التقلبات الجوية والزلزال الأخير الذي ضرب البليدة، حيث تقول أم إشراق ان بيتها قد ينهار في اي لحظة، فجل الجدران في البيت تعاني من تشققات كبيرة يلزمها ترميم كبير، وفي ذات السياق، أكدت العديد من العائلات التي تقطن بالحي خلال حديثها مع السياسي أنها تعيش ظروفا مزرية وحياة صعبة نظرا للسكنات الهشة التي باتت غير صالحة للإيواء، ليبقى السكان يعيشون في ذعر شديد، خاصة وأنها أصبحت تهدّد حياة قاطنيها بعد تعرضها لتشققات خطيرة ما جعل يومياتهم تتحول إلى قلق وذعر مستمرين، بسبب التشققات التي تعم منازلهم وذلك خوفا من حدوث كارثة حقيقية تفتك بحياة السكان. الأمراض والأوبئة تنخر قاطني وادي بني عزة إضافة إلى الأوضاع القاسية التي يعيشها قاطنو الحي، انتشار الأمراض والأوبئة التي باتت تحاصرهم من كل جهة تحت أسقف الزنك التي ساهمت في انتشار العديد من الأمراض وحتى المزمنة منها الجلدية والصدرية كالحساسية والربو....، وهو ما لاحظناه خلال تواجدنا بمنزل عمي خالد الذي تعيش وزوجته حالة مزرية بسبب إصابتها بمرض سرطان الرئة، وعلى غرار هذا، يعاني أغلب سكان الحي من أمراض الحساسية والربو جراء تراكم الأوساخ ودرجة الرطوبة العالية التي تعم سكناتهم المبنية بصفائح الزنك، ما ساهم في تعفن الحي وانتشار مختلف أنواع الأمراض الخطيرة والمزمنة، وهو الأمر الذي جعلهم يتصارعون مع المعاناة ليلا ونهارا، وهو ما لاحظته السياسي خلال تقربها من العائلات لنقل حجم المعاناة التي تتكبدها، ليقول في هذا الصدد عبد القادر الذي يقطن بالحي منذ سنة 1993، أنهم يعانون كثيرا من هذا الامر، إذ ان أطفاله الأربعة يعانون من أمراض صدرية وحساسية حتى ابنته الصغرى التي تبلغ السنتين منذ ولادتها وهي تعاني من حساسية في الصدر، كما ان ابنته الكبرى التي هو بصدد علاجها منذ ثلاثة أشهر تعاني من ميكروب في الدم نتيجة لعبها المتكرر قرب الوادي الذي تنبعث منه روائح كريهة، إضافة الى الحشرات الضارة التي تتسبّب في نقل الجراثيم، كما يضيف محدثنا انه حتى المياه التي نشربها قذرة، إذ كثيرا ما يضطر السكان الى التنقل لمسافات بعيدة من أجل جلب الماء، وما يلفت الانتباه ان جل المنازل التي قصدناها يعاني سكانها من أمراض وحساسية، إضافة الى الميكروب الذي يهدّد حياة أطفالهم. ..وعلى أمل الترحيل.. سكان وادي عزة يستغيثون مشاكل كثيرة أرقت سكان الحي وجعلت حياتهم مملة، ما جعل الحي يعيش كارثة إيكولوجية على حساب نفسية السكان، وعلى وقع هذه المعاناة، قرر سكان الحي تجديد مناشدتهم للسلطات المعنية لانتشالهم من هذه الأوضاع الكارثية التي باتت تؤرق حياتهم لسنين طويلة، لذلك يطالبون من السلطات المعنية التدخل لانتشالهم من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها. وأمام هذه الظروف التي أقل ما يقال عنها أنها كارثية في ظل انعدام أدنى شروط الحياة، لم يبق لسكان الحي سوى تعليق آمالهم على السلطات المحلية من أجل ترحيلهم في أقرب الآجال وانتشالهم من الوضع الذي يتخبطون فيه، ليبقى حلمهم الوحيد هو ترحيلهم إلى مساكن اجتماعية، وهو ما أعرب عنه سكان الحي: نريد سكنا يأوينا ويكفينا وعودا زائفة وكاذبة لا تتجسّد .