وتستمر لعبة وفضيحة إهانة علامة الجزائر ورائد نهضتها الشيخ عبد الحميد بن باديس، فالصور المهينة باتت منتشرة في كل مكان، في الفايسبوك، في تويتر، في اليوتوب، وحتى في الجرائد و الصحف، وأضحى "بن باديس" ذلك العلم و الرمز الكبير مجرد ألعوبة بين أيدي شباب من طينة وتربية "الواي واي". ولكن وأمام كل هذا الوضع المزري وجب التساؤل، من السبب في كل هذا؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ الشباب أم من فتح الباب أمام هذه الإهانات؟ أم المنظومة التربوية والمجتمعية التي خرجّت لنا نماذج كثيرة من طينة "الواي واي"؟ من أين كانت البداية؟ البداية طبعا، كانت من قسنطينة، والمناسبة تظاهرة كبيرة اسمها "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، وبهذه المناسبة أراد منظمو هذه التظاهرة تكريم هذه العلامة بطريقة مهينة، بوضع ما سماه البعض "صنم لا يشبه بن باديس لا من قريب ولا من بعيد" في قلب المدينة كذكرى لعالم مرّ من هنا وكان رائد نهضة البلد، ولكن الخطأ الشنيع كان في هذا "التكريم المهين". الدكتور عبد الرزاق قسوم: لو كان ابن باديس حيا لما رضي بإنشاء صنم له استنكر، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، تجرؤ مجموعة من المراهقين بمدينة قسنطينة على إهانة شخص العلامة عبد الحميد ابن باديس من خلال نشر صور لتمثاله وهو يهان على مرأى الجميع، مشيرا إلى أن خطوة إنشاء التمثال في حد ذاتها لم تكن مدروسة بحكم أن التمثال لا يشبه العلامة ولا يمت له بصلة، كما دعا قسوم إلى عدم تحميل المراهقين كامل المسؤولية؛ ذلك أن المنظومة التربوية في المجتمع الجزائري تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية. وقال هنا في تصريحات عبر الهاتف للبرنامج الذي يعده الزميل علي العقون، "لا يمكن لأي شاب في الدول الأجنبية أن يتجرأ على المساس بمقدسات بلده لأنه أنشئ على أن المقدس.. مقدس". وعلّق قيسوم على قرار سحب تمثال ابن باديس من الشارع العام بقسنطينة بالقول "سحبه كان خطأ كوضعه الذي كان خطأ، فالطريقة التي تم من تنصيبه بها وجعله في متناول الجميع مهينة للعلامة، كان يجب اختيار المكان المناسب والخضوع لمعايير دقيقة في ذلك". أما عن الجانب الشرعي وردا على سؤال المذيع قال قسوم إن "العلامة ابن باديس وفكره ضد إنشاء الأصنام ولكن في النهاية يجب النظر إلى الغاية من إنشاء هذا التمثال وهي تمجيد الشيخ وتذكير الجيل الجديد به". الدكتورة الزهراء فاسي: الشباب المتهم بإهانة العلامة مغرر به وفي نفس العدد من برنامج "البلاد اليوم"، قالت الناشطة بالمجتمع المدني والدكتورة المختصة في علم الاجتماع الزهراء فاسي؛ إن الشباب الذين تم تداول صورهم عبر "الفايسبوك" والذين تم اتهامهم بالتعدي على أحد أبرز الرموز الوطنية "مغرر بهم ولا يتحملون المسؤولية لوحدهم"، مشيرة إلى أن ذلك التصرف جاء نتيجة قلة الوعي والنضج والثقافة لدى الشباب الجزائري، خاصة ما تعلق بالمقدسات، مرجعة ذلك إلى مجموعة من الأسباب أبرزها هو غياب الإرادة السياسية في التغيير نحو رفع مستوى "عقلية الشباب الجزائري". واعتبرت المتحدثة في مداخلتها أن "الفايسبوك" هو أخطر وسيلة لضرب الفكر الجزائري، وذلك من خلال تسويق أفكار خاطئة تماما رامية إلى أن كل ما يأتي من الغرب ناجح وكل ماهو من الجزائر دليل تخلف وفاشل. البرلماني ومدير "دار قرطبة" للنشر رابح محمودي: بدل أن ننشر فكر بن باديس ذهبنا نصنع له "صنما"! من ناحية أخرى، علق النائب البرلماني ومدير "دار قرطبة" للنشر رابح محمودي على الصورة المنتشرة عبر "الفايسبوك"؛ والتي أثارت ضجة واسعة النطاق، وقال إن قطاع التربية في الجزائر اختصر شخص العلامة ابن باديس في يوم فلكلوري، داعيا الجزائر للإقتداء بأسلوب السعودية في نشر الوهابية لنشر فكرنا "السعودية تقدم الملايير لإيصال الوهابية لأبعد نقطة في العالم، ومن هنا على الجزائر أتن تسير على هذه الخطى لنشر فكرها الأمازيغي المغاربي وبعدها الإفريقي"، وفق تعبيره. لمشاهدة الحصة كاملة من هنا: