كثيرا ما تصادفك وأنت تتجول عبر صفحاتك الإفتراضية في الفايسبوك أو تويتر عبارة "التسوق الشبكي" التي يجهل الكثيرون معناها ،كما أن أصحاب الشركات الممارسة لهذا النوع من التسويق غالبا ما تستغل الأنترنيت لاصطياد أكبر عدد من الزبائن ،وترفع شعارات إغراء من قبيل" كيف تصبح مليونيرا وكيف تتخلص من البطالة وتحقق كل أحلامك" ، الكثير من الجزائريين إنضموا إلى هذه الشبكات وعبروا عن رضاهم عنها ،إلا أن جزائريين آخرين باتوا ساخطين على مثل هذا النوع من الممارسات التجارية بعد أن أنفقوا الكثير وجنوا القليل جدا. أزيد من 50 ألف جزائري مجندون في شركات التسويق الشبكي بهونكونغ وماليزيا وأمريكا وحتى تونس ،هو الرقم التقريبي الذي استطاعت شركات أجنبية توظيفه في الجزائر ضمن تقنية التسويق الشبكي ،هذه الأخيرة عرفت انتشارا واسعا في السنوات الماضية عبر 48 ولاية رغم كل ما قيل عنها من طرف الخبراء والتقنيين والأخصائيين وحتى الأئمة الذي أفتى بعضهم بعدم جواز الكسب بهذه الطريقة... فما هو التسويق الشبكي وكيف استطاع التغلغل في عمق المجتمع الجزائري؟ استراتيجية جديدة لتقليص نفقات الإشهار على الشركات التجارية التسويق الشبكي يعرف أيضا بالتجارة الشبكية أو البيع المباشر هو طريقة تسويق بديلة للتسويق التقليدي، حيث يتم الاعتماد على المستهلك نفسه في الترويج لمنتجات شركة معينة، وذلك مقابل عمولات على حسب نظام واضح، ويتم الترويج والبيع في التسويق الشبكي في أي مكان، ولا يشترط وجود موقع ثابت للبيع لأي شركة تعتمد على التسويق الشبكي للترويج لمنتجاتها، فهو هيكل مصمم لتحقيق أعلى نسبة من المبيعات لمنتجات الشركة، ليس فقط من خلال المبيعات الشخصية المباشرة، ولكن أيضا بالنسبة للمبيعات من المروجين الأخرين الذين التحقوا بالعمل عن طريقهم، وخلق شبكة من الموزعين والتسلسل الشبكي للمستويات المتعددة للربح في شكل شبكي. وقد ظهرت أول شركة بدأت ب"التسويق الشبكي" في العالم بأمريكا سنة 1945 وهي شركة للمنتجات الغذائية تعرف ب" فايتمين كالفورنيا" إلا أن التسويق الشبكي دخل لأول مرة إلى الجزائر سنة 2007. جزائريو التسويق الشبكي غير راضون عن المردودية كشف عبد القادر بن خالد خبير في تكنولوجيات الإعلام والإتصال في تصريح ل"البلاد" أن شركات التسويق الشبكي نجحت في فترة قياسية في تجنيد 50 ألف جزائري وذلك عبر إغرائهم بوعود وردية من قبيل أنهم سيتحولون إلى مليارديرات وإلى أصحاب ثروات جراء كسب أكبر عدد من النقاط ،من خلال ضم مشتركين جدد ،في كل مرة يقومون بشراء سلع تبيعها الشركة المنتسب إليها ،وهو ما سيسمح لهم ،حسب نفس المتحدث ،بالحصول على عمولات مرموقة وفي ظرف بضعة سنوات يتمكنون من جمع مبالغ مالية هامة ومعتبرة. وأضاف بن خالد أن أهم شركات التسويق الشبكي في الجزائر هي شركة "سي ورلد" الأمريكية التي استطاعت أن تظفر بجمهور واسع و "هويفر" من ذات الجنسية و"كيونت" الماليزية و"أوبيس" التونسية و"أوريفلام" الهندية، مشيرا إلى أنه رغم الدور الكبير الذي تلعبه هذه الأخيرة في توظيف عدد كبير من الشباب الجزائري ،إلا أنها فشلت على صعيد مغاير في إقناع الكثيرين منهم خاصة أولئك المسجلين، بعد أن عرفت الشبكة تشعبات كبيرة ،وهو ما جعل أرباحهم في كل مرة تتضاءل وتتقلص ،بل إن هؤلاء أنفقوا أكثر مما جنوا على حد تعبير ذات الخبير ،ناهيك عن تهرب عدد كبير من هذه الشركات من دفع الضرائب بحكم أنها شركات غير مقيمة في الجزائر وهو ما يدعو إلى ضرورة التحقيق في أصل وفصل هؤلاء المتعاملين من طرف الحكومة. وزارة التجارة :"لا تقلقوا ...نحن بالمرصاد لأي مخالفة في عمليات التسويق الشبكي" أكد مدير الأنظمة الإلكترونية بوزارة التجارة ،جيدال حسان، أن التجارة الافتراضية قانونية وتسري عليها قوانين كتلك المعمول بها في النشاط التجاري التقليدي، قائلا:" ما يسري على السوق النظامية يسري على السوق الافتراضية بما أنها عملية بيع وشراء"، مشيرا الى ان وزارة التجارة لديها كل الإمكانيات والوسائل لمراقبة التسويق الشبكي في الجزائر، من خلال وضع جل المتعاملين والتجار الناشطين عبر الانترنيت تحت مجهرها للتأكد من السلع المعروضة عبر الشبكة العنكبوتية بشكل يضمن حقوق المستهلك الجزائري. ودعا جيدال الجزائريين المتضررين من السلع المقتناة عبر الانترنيت إلى إخطار وزارة التجارة آو إشعار جمعية حماية المستهلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم، مؤكدا أن مصالح وزارة التجارة لم تتلقى أية شكوى بهذا الخصوص لحد الساعة. واعتبر محدثنا التجارة الافتراضية تجارة جديدة بالجزائر رغم أنها دخلت السوق الوطنية سنة 2007 إلا أنها بدأت تعرف انتشارا واسعا وإقبالا من قبل الجزائريين مؤخرا، كاشفا في الوقت ذاته عن مشروع لتقنين هذه التجارة لجعلها نظامية وأكثر فعالية لكسب ثقة الزبائن الجزائريين. وبين هذا وذاك ، يبقى التسويق الشبكي سلاح ذو حدين ،من الجزائريين من يشجعه ويعتبره آلية دولية لجني المال ،ومنهم من يصفه بالخرافة الأزلية والنصب والإحتيال.